خلاصه ماشینی:
"لذلک ربطت غالبیة الابحاث بین وصول الجبهة الشعبیة الی السلطة فی باریس و الظروف الدولیة المستجدة علی الساحة العالمیة حیث کانت النازیة و الفاشیة تتمدد فی جمیع الاتجاهات،و تهدد باشعال حرب عالمیة جدیدة،و تنذر باحتلال فرنسا نفسها و اسقاط بریطانیا فی قبضة النازیة،و تهدد بالزحف علی الاتحاد السوفیاتی،و تسعی الی اعادة اقتسام العالم بالقوة المسلحة بالفکر الفاشی و الترسانة العسکریة الضخمة و التنظیم الحدیدی.
و شهدت الندوة نقاشا حادا بالغ الأهمیة حول جذریة الجبهة الشعبیة،برنامجا و تنظیما و ممارسة،و الی أی مدی یمکن اتهام بعض القادة الاشتراکیین،و علی رأسهم لیون بلوم رئیس الوزراء،بخیانة شعارات الجبهة نفسها؟و هل کان فشل الجبهة الشعبیة فی حل مسألة المستعمرات نتاج التردد او التذبذب المصلحی للقوی الفاعلة فیها و التی لا تختلف کثیرا فی اطماعها الاستعماریة عن قوی الیمن الفرنسی نفسه،لأن جماهیر هاتین الفئتین واحدة،و هی جماهیر انتخابیة و لیست بفعل تطور جذری فی بنیة المجتمع الفرنسی.
فلم تتخل القوی الوطنیة العربیة عن نضالها من اجل الاستقلال الذی اعتبرته شعار المرحلة المقبلة إذ ما قیمة جبهة شعبیة لا تقدم أی برنامج لحل مسألة المستعمرات؟ و ما شرعیة سلطة تدعی رفع الظلم عن الشعب الفرنسی فی الداخل و لا ترفع الظلم عن الشعوب الخاضعة للرسامیل الفرنسیة فی الداخل و الخارج معا؟ فی تقویم نهائی لحکم الجبهة الشعبیة تبین ان المسألة لا تطرح علی اساس موقف سلبی أو ایجابی بالمطلق بل تحلیل الظروف الموضوعیة،الداخلیة و العالمیة،التی رافقت وصول الجبهة الی السلطة فی فرنسا و مدی جدیة اطرافها فی تطبیق الشعارات التی نادت بها."