خلاصه ماشینی:
"إذا کان الارهاب علی الصعید المحلی- الوطنی یرجع الی عوامل مثل الحرمان الاجتماعی-الاقتصادی و الصراعات العرقیة و الدینیة و عدم الشرعیة و عدم الدیمقراطیة و افتقاد القنوات الملائمة للتعبیر عن المطالب، فإن انتشار العملیات الارهابیة ذات الطابع الدولی فی العالم المعاصر منذ أواخر الستینات و حتی الآن یعود الی عدة عوامل من بینها: لجوء حرکات التحرر الوطنی-بسبب ضعفها و عجزها عن خوض حرب العصابات-الی الاعتماد علی الاعمال الارهابیة،فضلا عن التطورات الهائلة فی عالم الاتصال مما یعنی قدرة فائقة علی التنقل و الحرکة و سرعة النشر الاعلامی و تغطیته لجمیع انحاء العالم فی فترة وجیزة،کما ان«الثورة ما بعد الصناعیة» التی تعیشها الدول الغربیة المتقدمة یرتبط بها زیادة نقاط الاختناق أو التعرض التی تحفل بها هذه الدول و التی تمثل أهدافا مهمة و ثمینة مثل الطائرات و المطارات و محطات تولید القوی و مستودعات النفط و غیرها، ناهیک عن أثر هذه الثورة فی افراز ظاهرة تعظیم فاعلیة و تأثیر العنف الفردی.
و من الناحیة الفعلیة تعلق«الارهاب» المنسوب للعرب فی العقدین الاخیرین،أولا بسلسلة عملیات خطف الطائرات قامت بها عناصر وطنیة فلسطینیة منذ 1969-1970، و ثانیا بعملیات احتجاز الرهائن علی أیدی عناصر فلسطینیة و ذلک فی سیاق الحرب الاهلیة اللبنانیة و التی تحتدم معها عملیات الاختطاف،و ثالثا بعملیات الاغتیال التی کان فیها الفاعل أو الضحیة أو الطرفان معا من العرب و التی جرت علی أرض طرف ثالث (أوروبا الغربیة)،و رابعا،بعملیات استشهادیة فی لبنان ضد الامریکیین و الاسرائیلیین و الفرنسیین،اضافة الی هذه العملیات التی ذاع صیتها نتیجة تهدیدها للمصالح الامریکیة و الاسرائیلیة،فإن المنطقة العربیة تعج ایضا بصور أخری«للارهاب» مثل«الارهاب الرسمی المؤسسی»المصوب الی حکومات و اجهزة أمن و استخبارات و قوات شبه عسکریة تابعة لبلدان عربیة معینة و«الارهاب غیر الرسمی و غیر المؤسسی»الذی تمارسه جماعات عربیة غیر رسمیة معارضة."