خلاصه ماشینی:
"و فی الحقیقة،إن علة تدخل الدول الأوروبیة و خاصة إنکلترا فی الإنقلاب الدستوری فی إیران:«إنقلاب مشروطة»،و إیجاد العوائق فی طریق رجال الإسلام،و إلقاء الاختلاف بین زعمائهم،إنما کان تابعا لتلک الخطة الاستراتیجیة و السیاسیة10فإن الشعوب الاسلامیة کانت قادرة علی مقابلة الأطماع الخارجیة فی حال إتحادها،و لم یکن هناک عائق حقیقی یحول بینها و بین الاتحاد،بل إن الشعور المفعم لدی المسلمین بالعامل الدینی کان محفزا لهم علی أن یتحدوا تحت لواء الاسلام،و لقد فطن المستعمرون و أذنابهم لهذا،و اجتهدوا فی السعی لعدم تأثیر هذا العامل.
و نحن نعلم أن الدعایات المغرضة،و وسائل الإعلام کما أشرنا سابقا،قد تسترت بالعلم و بالتفکیر العلمی،و أحیانا باسم الدین و الایمان،و حینا تحت غطاء دائرة (المعارف الاسلامیة)،و لقد أشار آیة الله العظمی المنتظری،فی إحدی المناسبات إلی ذلک فقال:«کیف یمکن أن یکون التاریخ الاسلامی إسلامیا، و قد کتبه أعداء الإسلام و أصحاب الأغراض،و فی الحقیقة،لقد بدأت هذه المساعی منذ مدة طویلة،و لکنها الآن أخذت تشتد حتی إن الأعداء و المغرضین یؤلفون لنا تاریخ الإسلام و دوائر المعارف الإسلامیة11».
(9)-فی منتصف القرن التاسع عشر المیلادی،استطاع الخدیوی محمد علی فی مصر أن یؤسس جیثنا منظما و قویا،و کان یمکن فی تلک الفترة أن تظهر للوجود دولة جدیدة متحدة و قویة دون سائر المناطق العثمانیة و لقد قطع فی هذا الطریق أشواطا بعیدة،إن هذه الدولة و لو أنها لا تشبه المجتمع الإسلامی،و لم تکن خالیة من بعض صور الظلم إلا أنها علی کل حال أعاقت محاولات التوسع الأوروبی فی مصر،و کانت متعارضة مع أهدافهم،لذا إجتهدت الدول الأوروبیة فی محاربة هذا الرجل حتی حجموه ثم هزموه."