خلاصه ماشینی:
"الکذب و لا یروج الکذب الا حیث تذل النفوس و تفسد الطبائع،و الناس کما تری من امرهم فی کل یوم و تسمع من خلقهم فی کل حین مولعون ابدا بالتهم،خافون للظنون مبتهجون و هم لا یریدون فیها قضاة و لا یسألون عنها دفاعا،و لا یطلبون لردها شهودا،لانهم یخشون ان یفسد التحقیق العادل علیهم تلک اللذة النفسانیة التی احدثتها التهمة فی اخلادهم و تمشت فی صدورهم، فاذا ما برأ القضاة متهما فاعلم ان فی الناس کثیرین آسفین لبراءته موقنین بادانته و لا عجب ان تکون تلک التهمة التی فرق بها سعد فی بهرة الثورة العرابیة-و هی الثورة التی لم تعده الطبیعة لها،و لم تکن تریده للوثوب فیها،و انما جاءت به متفرجا،و استاقته شاهدا،لیوازن بینها و بین الثورة التی أعدته فیما بعد لها و اعدتها له،و لیتعرف نواحی الحیثیة منها و نواحی الخیر لتورثه،و یخبر من وجوه الموازنة و القیاس مطالب النجاح،و یجنب نفسه وجوه النقص اذا نهضت نهضته...
نعم لا عجب ان تکون تلک الفریة التی ألقوها علیه إفک افاک و ترة موتور،و حقد حقود،لان تلک الطبیعة القویة الصریحة الطاهرة التی فطره الله علیها تربا به عن العمل فی ظل المکامن،و هدأة المخابیء،و احناء المؤامرات،و لا تریده اذا هو ثار الا ثائرا مصارحا بالثورة،و لا تبغیه اذا ناجز الا مناجزا بارزا فی وضح النهار، لا یطعن خصمه من وراء الحجب و خلف السدول و الاستار."