خلاصه ماشینی:
"کما استعانت الدولة بالمخابرات برئاسة صاحب الخبر و هم مجموعة من العیون و الجواسیس و المخبریین للتحری عن المشاغبین و مثیری الاضطرابات و کان شعار الدولة علی لسان أحد ولاتها حیث یقول:«و الله أنی لأعد للأمر عسی الا یکون ابدآء»5 و ینقل الرواة و الاخباریون روایات تاریخیة عدیدة تشیر الی الوعی العالی لدی المسؤولیین بأن التدهور السیاسی و التفکک الاداری انما یبدأ بتضییع الاخبار و بأستتار الانباء عن السلطة المرکزیة فی العاصمة، و یجعل المؤرخون الرواد ذلک سببا رئیسیا من اسباب سقوط الخلافة الامویة و العباسیة6.
«قال ابو اسحق:قلدنی الوزیر ابی محمد المهلبی دواوین الرسائل و المظالم و المعاون تقلیدا سنطانیا کتب عن المطیع لله الی اصحاب الاطراف» کما و یبدو ان المعونة صارت تشمل بغداد کذلک فقد تقلد سنة 389 ه ابو الحسن علی بن أبی علی المعونة بجانبی مدینة السلام و ضلع علیه و غدا من واجب صاحب المعونة استتاب الأمن و النظام فی العاصمة.
و اذا کان المؤرخون و الکتاب المحدثون قد اختلفوا فی تعریف نظام المعاون فمنهم من قال أنه اشبه بالشرطة القضائیة و منهم م أشار الی أنه أقرب الی الحسنة،فانهم لم یختلفوا فی کونه واحدا من أنظمة الأمن الداخلی فی الدولة و ان ارتباطه کان وثیقا بالمؤسسات الاخری ذات الاختصاص المماثل مثل الشرطة و القضاء و المظالم و الحسبه و انه کان یعین مؤسسات اخری من أجل الاقتصاص من المذنب أو المقصر أو الممتنع عن الازعان للحق و الواجب،و من هنا جاء التدخل بین صلاحیات صاحب المعونة و صلاحیات المؤسسات الاخری التی لها ارتباطات وثیقة و مصالح مشترکة معه."