خلاصه ماشینی:
"4-یبالغ بعض العلماء من غیر المتمکنین من التعمق فی الدراسات التاریخیة -ممن یقرر أن هذه الجزیرة لا تاریخ لها قبل ظهور الإسلام،و قبل بدء تدوین تاریخه فی آخر القرن الثانی الهجری فما بعده،فبالإضافة إلی ما وصل إلینا من علوم العرب و أخبارهم و أشعارهم-مما لا یصح تجاهله-فقد استطاع علماء الآثار اکتشاف ما یدل علی وجود مظاهر متعددة و واضحة،لحضارات عریقة فی مختلف أنحاء هذه الجزیرة،جنوبها-فی الیمن و فی قریة الفأو فی المملکة و فی الشمال-العلا(وادی القری)و تیماء و الجوف-و فی الشرق-قرب ساحل الخلیج العربی،و تمکن أؤلئک العلماء من أن یوضحوا معالم تلک الحضارات، و أن یحددوا أزمانها،و أن ینسبوها إل أهلها.
01-یهم من یتخیل علم النسب علما جافا لا یعدو سرد أسماء الآباء و الأجداد سردا لا یقوم علی أساس من الصحة،مع ما یحدثه التشبث به من أسباب الفرقة فی مجتمع الأمة،و الواقع ان علم النسب عند العرب کان من أقوی الروابط التی صانت کیانهم-فی عهودهم القدیمة-من التفرق و التمزق ثم الفناء،و هو-من الناحیة التاریخیة النواة الأولی لتدوین تاریخهم،إذ کانت الغایة منه إبراز المآثر و المحامد بذکر النابهین و المبرزین فی أی مجال حیوی نافع،و من ثم عنی علماء التاریخ بعلم الأنساب،فاتخذوه أساسا،فالبلاذری(أحمد بن یحیی ابن جابر البغدادی المتوفی سنة 072)جعل کتابه الحافل الذی و صلت إلینا منه أجزاء سجلا حافلا للتاریخ بحیث یمکن إفراد أجزاء منه فی تراجم عظماء الأمة و هو کتاب«أنساب الأشراف»و عالم الحجاز فی عصره الزبیر بن بکار القرشی المتوفی سنة 652 هـ لما ألف کتابه«جمهرة نسب قریش»شحنه بالنصوص التاریخیة و الأشعار و الأخبار العامة حتی قال له اسحاق بن ابراهیم الموصلی-أحد علماء ذالک العصر-:یا أبا عبد الله عملت کتابا سمیته کتاب النسب و هو کتاب الأخبار22."