خلاصه ماشینی:
"هذه الشهادة بهذ المسار التسلسلی حسب درجات الوعی لدی الشاهد هی التی أردت تسجیلها فی هذا المقال الذی سیقسم إلی خمسة أجزاء: أولا:مبحث تمهیدی یتناول تحدید مفاهیم عامة و مصطلحات مرتبطة بالموضوع،مثل مفهوم القبیلة فی مجتمع البیظان و فروعها(الأفخاذ)و الفئات الاجتماعیة...
رابعا:مبحث یتناول العلاقة الجدیدة بین السلطة المرکزیة(الدولة الوطنیة)فی ظل الاستقلال،و کیف تعاملت مع ظاهرة القبیلة،و بالتالی کیف أدارت الخلاف بین الولاء للدولة المرکزیة و الولاء للقبیلة؟و هذا الجزء یقسم بدوره إلی ثلاثة عناصر رئیسیة: 1-النظام المدنی(الجمهوریة الأولی)و القبیلة.
2-القبیلة هی وحدة التنظیم الاجتماعیة الأساسیة فی مجتمع البیظان،و هی صورة مصغرة لهذا المجتمع من حیث التعریف،إلا أنه من الممکن تحدید ممیزاتها علی النحو التالی: -إن الرابطة العرقیة(الدمویة)لیست هی العامل الأساسی أو الوحید لتکوین القبیلة و ترابطها فی هذا المجتمع،فهنالک قبائل عدیدة لا تربط بین أفرادها و مجموعاتها أیة رابطة عرقیة(دمویة)،و إن کانت هنالک قبائل علی العکس من ذلک قائمة علی أساس الرابطة العرقیة (الدمویة).
و من ثم فإن وظیفة حمایة الأمن(الدفاع)تقوم بها مجموعات ضمن القبیلة تحتل فیها مکانة متمیزة فی الهرم الاجتماعی للقبیلة،و هذه الجماعة هی صاحبة الشوکة(السلطة التنفذیة)و صاحبة الأمر و النهی،و سلطتها لیست مطلقة،بل هی مقیدة بقدر احترامها العادات و الأعراف و الدین(فی الغالب)،هذا بالإضافة إلی قدرتها علی القیام بهذه الوظیفة(القبائل العربیة).
و علی أیة حال،فإنه مع نهایة المقاومة المسلحة و انتصار المستعمر،رکن المجتمع إلی وسیلة أخری للدفاع عن نفسه و هویته الثقافیة و الاجتماعیة،فابتعد الناس عن المراکز المدنیة التی أقامها المستعمر،و فرضت علیه عزلة شدیدة،و أصبحت العلاقة بین السلطة المرکزیة(الدولة الاستعماریة)و المجتمع عن طریق شیوخ القبائل و المترجمین الأجانب،و بدأ المستعمر بإعادة تنظیم القبائل و تبدیل المشایخ الذین رفعوا رایة الجهاد أو المعارضة البسیطة بآخرین قبلوا التعاون معه."