خلاصه ماشینی:
"-2- بالنسبة إلی بلدان العالم الثالث،فإن احتکار الأنظمة الحاکمة وسائل الاعلام-لا سیما التلفزیون-و استخدامها لتکریس هیمنتها،یعتبر قاسما مشترکا بین هذه البلدان،حتی إن (2)عواطف عبد الرحمن،قضایا التبعیة الاعلامیة و الثقافیة فی العالم الثالث،سلسلة عالم المعرفة؛78 (الکویت:المجلس الوطنی للثقافة و الفنون و الآداب،1984)،ص 6.
إن العلاقة الوثیقة بین ما تبثه أجهزة الإعلام،لا سیما التلفزیون و السینما،و ایدیولوجیة الطبقة المهیمنة،یتجلی بوضوح فی الدور الذی تقوم به أجهزة الرقابة علی وسائل الاعلام، و بصفة خاصة دول العالم الثالث،بما فی ذلک الوطن العربی،حیث یحاصر المواطن بأنواع معینة من الخطاب ذات البعد الواحد،و التی تستهدف بالدرجة الأولی تعزیز سیطرة الطبقة الحاکمة و ضمان استمرارها.
مما لا شک فیه أن ما تصدره الولایات المتحدة من أفلام سینمائیة و برامج تلفزیونیة یهدف بالدرجة الأولی،سواء بکیفیة صریحة أو مضمرة،إلی إبراز التفوق الامریکی فی مختلف المجالات،و إلی فرض هیمنة الثقافة الامریکیة علی جمیع أنحاء العالم،علی اعتبار أن هذه الهیمنة الثقافیة تعتبر شرطا ضروریا للمظاهر الأخری للهیمنة(الاقتصادیة و العسکریة و السیاسیة...
هذا الوضع ینطبق لیس فقط علی الوطن العربی،و إنما یشمل معظم بلدان العالم الثالث التی تجد نفسها مضطرة إلی الاشتراک فی وکالات الأنباء العالمیة للحصول علی الأخبار و المعلومات،و ذلک لعدم توفرها علی الامکانیات التقنیة الکافیة و علی المراسلین الخاصین بها.
نخلص مما ذکرناه إلی أن وسائل الإعلام(فی مقدمتها التلفزیون و السینما)فی دول العالم الثالث تعتبر من ناحیة أداة رئیسیة فی ید الفئات الحاکمة لتدعیم سلطتها و امتیازاتها،و من ناحیة أخری وسیلة فعالة لتحقیق الأهداف البعیدة لاستراتیجیة الهیمنة الغربیة(و علی الخصوص الامریکیة)."