خلاصه ماشینی:
"و قد أصبحت النظریة الجبریة الآن غیر ذات موضوع ازاء التطور الذی حدث فی شکل الحرب و أسلحتها شدیدة التدمیر بحیث اضطرت الجیوش الی توسیع الفواصل بین أفرادها و بین وحداتها تجنبا للخسائر الجسیمة،و قد أدی هذا الانتشار الی صعوبة سیطرة القائد علی رجاله بالعین و الصوت کما کان الأمر فی الماضی،و هکذا أصبح مطلوبا من المقاتل الفرد أن یتحرک بدوافع ذاتیة لا خارجیة،و أن یواجه مواقف المعرکة و یتصرف فیها بهدی تفکیره وحده،و بعبارة واحدد:برزت قیمة الفرد و دوره المؤثر فی المعرکة.
و واضح أن أصحاب هذه النظریة یریدون أن یختاروا لأنفسهم الأهداف التی یقاتلون من أجلها بحسب الاحوال و الظروف المتغیرة و لذلک یمکن أن یقال أنهم یضعون المصالح فوق المبادیء و من المثلة التی تذکر فی هذا المجال اتحاد الرأسمالیة و الشیوعیة فی جبهة واحدة ضد النازیة فی للحرب العالمیة الثانیة 1939-1945 بینما هما الآن خصمان ثم ان هذه النظریة تتوسع فی نظرتها الی الدوافع التی تحرک الانسان فی المعرکة فهی تری أن العقیدة القتالیة لیست هی الدافع الوحید للقتال بل تضیف الیها دوافع أخری ذاتیة و اجتماعیة مثل حب الظهور بمظره الشجاعة و البطولة،أو حسب السیطرة و القیادة،أو الرغبة فی الحصول علی الثناء أو المکافأة الی غیر ذلک من الدوافع.
أدع الی سبیل ربک بالحکمة و الموعظة الحسنة و جادلهم بالتی هی أحسن صدق الله العظیم القتالیة للمسلمین،و بذلک تنبنی الروح المعنویة علی فلسفة متکاملة تتناول شخصیة المجاهد و تکوینه النفسی و سلوکه الاجتماعی، و تنمی لدیه الاتجاهات النفسیة الایجابیة التی تحرکه ذاتیا نحو الاستبسال فی القتال فی سیبل الله و اعلاء لکلمته."