خلاصه ماشینی:
"و لم یقتصر الأمر فی الصحف علی المقالات بل شمل کذلک ندوات کانت تعقدها هذه الصحف،و من ذلک الندوة التی نظمتها صحیفة«التایمز»و خصصت لها صفحتین فی عددها الصادر فی 11 دیسمبر 1979،و قد شارک فی هذه الندوة سبعة أشخاص ثلاثة من المسلمین الذین یعملون و یعیشون فی الولایات المتحدة و أربعة خبراء مرموقون متخصصون فی تاریخ العالم الاسلامی الحدیث و ثقافته و مجتمعاته المختلفة و کانت جمیع الاسئلة التی و جهت الیهم أسئلة سیاسیة،یشیر کل منها الی تهدید الاسلام للمصالح الامریکیة و خطره علیها،و کانت خلاصة الندوة السخط و الغضب اذ أوحت الاسئلة بوضوح أن المنطق و الاقناع لن ینجحا،و علیه فقد یکون من المحتم اللجوء الی القوة کملاذ أخیر(110) و تحت عنوان«خسارة ایران»(115) و عنوان«افتراضات مضمرة غیر مدروسة»(129)و عنوان«بلد آخر»(140) یعرض المؤلف لموقف الاعلام الغربی من الثورة الایرانیة من الناحیة السیاسیة،و ذلک من خلال تطور الأحداث مع أزمة الرهائن، و هی موضوعات ثلاثة تدور حول هذه الازمة و کیفیة معالجتها،و هی خارج نطاق ما سمی بتغطیة الاسلام.
تغطیة الإسلام کذلک فان من أخطاء التفاسیر التی تنشأ حول الاسلام أنها لا تتم فی وضع حیادی،و لا تحدث فی مختبر محصن بالامان،و انما یعبر اغلبها عن نشاط اجتماعی مرتبط بالوضع الذی نشأ فیه أولا(177) و ینهی المؤلف کتابه بقوله فی ختام هذا الفصل«ان التغطیة التقلیدیة للاسلام التی نجدها فی الجامعات و فی الحکومة،و فی وسائل الاعلام هی فیها جمیعها تغطیة شدیدة التداخل و التشابک،و قد تم نشرها فی الغرب أکثر من أی تغطیة أو تفسیر غیرها،فبدت أکثر اقناعا و نفوذا عما عداها،و یمکن أن یعزی نجاح هذه التغطیة الی ما یتمتع به الناس و المؤسسات التی أنتجتها من نفوذ،لا الی الدقة أو الحقیقة بالضرورة،و قد خدمت هذه التغطیة أغراضا لا تمت الی المعرفة الحقة بالاسلام نفسه بغیر صلة عرضیة»(182)."