خلاصه ماشینی:
"لا شک أن المسلمین الیوم،و من زمن طویل،فی حال لا ترضی و لا تسر،فقد امتدت غفلتهم،بل طال نومهم،و أریدوا علی ما لا یرضاه لهم دینهم من الذل و الهوان،و طال علیهم الأمد فألفوه و استساغوه،و أصبح الناصح المذکر غربیا فیهم،و موضعا للسخریة منهم، فیرمیه خاصتهم و کثیر من عامتهم بشتی التهم،حتی زهد فی النصح و التذکیر من هو أهل لهما، إلا نفرا قلیلا أهمتهم أمور المسلمین،و أزعجتهم أحوالهم،فصبروا علی ما أصابهم من أذی، و ثابروا علی النصح،و أخلصوا فی الدعوة،و بذلوا أنفسهم و أموالهم فی سبیل الاصلاح، و لم یبالوا بقالة السوء فیهم من حاسدیهم،و کانت جهودهم بذورا صالحة للنماء،ولکنها ککل غراس،فی حاجة الی من یتعهدها حتی تنبت و تترعرع،و تثمر ثمرتها و تصل الی غایتها.
یعرف المسلمون ذلک و یفاخرون به،و لکن ماذا تغنی المفاخرة بالماضی،و ما هی إلا کالوقوف بالأطلال،و البکاء علی الدمن،بل ما هو إلا إفلاس من الحیاة؟!قد یغنی الماضی التلید إذا کان موصولا بعز الطریف و عظمته و سلطانه،و لیس ذلک شان المسلمین الیوم،فالصلة بین حاضرهم و ماضیهم صلة ضعیفة؛فماضیهم کما أسلفنا مملوء بالجلائل و المفاخر،و حاضرهم کما نری عجز و تقصیر."