خلاصه ماشینی:
"و الیوم نری جلالة الملک یخطو فی تحقیق هذه السنن الکریمة خطوة واسعة،فیعید سنة کان یظن أن عهدها قد انقضی،و أنها مما لا یمکن إعادته لبعد العهد بزواله،و لعدم تفکیر أحد فی إحیائه،ألا و هی الصلاة بالناس فی مسجد حافل بالمصلین من کل طبقة.
أنا لست أستطیع تقدیر مبلغ تأثیر هذا الحادث الجلل فی الرأی العالم العالمی،و لکنی أعلم أنه سیکون عظیما الی حد أنه سیکون سببا للفت نظره الی دراسة ترکیب الاسلام تحت ضوء المقررات الاجتماعیة.
و سیکون من ثمرات هذه الدراسة الوقوف علی کثیر مما اختص به الاسلام من عوامل البعث و الانهاض للجماعات، و فواعل التضام و الترابط بین آحاد الأمة و طبقاتها،دون أن تصادف من التقالید و الأوضاع ما یثبط من حرکاتها الی الغایات البعیدة،تلک التقالید و الأوضاع التی قضت بالجمود و الوقوف علی أمم کثیرة.
إن الاسلام حافل بالأصول التی تعتبر بحق عوامل مؤدیة للحیاة الفاضلة،فاذا تنبه العالم لدراستها تحت ضوء العلم الیوم کان ذلک فاتحة انتشار له لا یقف عند حد."