خلاصه ماشینی:
"و الانتماء:هل نحن عرب أم مسلمون؟هل نحن أبناء الوطن أم أبناء العشیرة؟هل نحن أبناء الطائفة أم أبناء الدین؟و علی الرغم من البساطة التی تأخذها صیغة هذه الأسئلة، فإن الإجابة عنها بوضوح یمکن أن تؤسس لرؤیة سوسیولوجیة بالغة الأهمیة و الخصوصیة فی المجتمع،کما یمکنها أن تقدم صورة موضوعیة لصورة الهویة التی یحتکم إلیها الوجود الاجتماعی و السیاسی فی المجتمعات العربیة.
و فی هذا السیاق یمکن التمییز أیضا بین الانتماء و شعور الانتماء،فالانتماء هو حالة موضوعیة یفرضها واقع الحال،کأن ینتمی الإنسان إلی قومیة معینة کالقومیة العربیة،فمن یتکلم العربیة و یعیش علی أرض العرب هو عربی بالضرورة و لا یمکنه الخروج من دائرة هذه الهویة.
و إذا کانت المنطقة العربیة شهدت و تشهد تحولات سیاسیة و اجتماعیة عمیقة،کما بینا سابقا،فإن السؤال السوسیولوجی الذی یطرح هو کیف تنعکس هذه التغیرات فی منظومة القیم السیاسیة و الاجتماعیة السائدة؟و السؤال الأهم هل بدأت هذه المشاعر القومیة تتلاشی و تتبدد تحت صدمة المعاناة الوجودیة للشعوب العربیة؟ (27)انظر:علی أسعد وطفة،«السیاسات التربویة فی الوطن العربی:شعارات قومیة و ممارسات قطریة،» الفکر العربی،السنة 18،العدد 90(خریف 1997).
إن بناء مجتمع عربی معاصر یمتلک القدرة و الاقتدار مهمة مستحیلة إلا إذا استطاع الفکر العربی المعاصر أن یبلور صیغة انتماء جدیدة عصریة قومیة أو إقلیمیة قادرة علی استیعاب الفئات الاجتماعیة و الطائفیة و القبلیة جمیعها علی امتداد وطننا الکبیر* (43)تعلیم الأمة العربیة فی القرن الحادی و العشرین«الکارثة أو الأمل»:التقریر التلخیصی لمشروع مستقبل التعلیم فی الوطن العربی،ص 37."