خلاصه ماشینی:
"سبب تألیف الشکل ثم یذکر السبب الذی من أجله اتجه إلی تفسیر المشکل فیقول:«إنی أفکرت بعد فیما عاد إلیه أمر الزمان فی وقتنا من نضوب العلم و ظهور الجهل،و ما علیه أهل البدع،و انحراف کثیر من أنشاء1الزمان إلی مذاهبهم،و إعراضهم عن الکتاب و السنة،و ترکهم البحث عن معانیها و لطائف علومها ورأیتهم حین هجروا هذا العلم و بخسوا حظا منه فأهبوا و أمعنوا فی الطعن علی أهله،و کانوا کما قال الله عزوجل:«و إذ لم یهتدوا به فسیقولون هذا إفک قدیم»(الأحقاف 11)و وجدتهم قد تعلقوا بأحادیث من متشابه العلم قد زواها جامع هذا الکتاب،و صححها عن طریق السند و النقل،لا یکاد یعرف عوام رواة الحدیث وجوهها و معانیها،إنما یعرف تأویلها الخواص منهم،الراسخون فی العلم، المتحققون به،فهم لا یزال یعترضون به عوام أهل الحدیث و الدخل و الضعفة منهم،فإذا لم تجدوا عندهم علما بها و معرفة بوجودهها اتخذوهم سلما إلی ما یریدون من ثلب جماعة أهل الحدیث و الوقیعة فیهم، ورموهم عند ذلک بالجهل و سوء الفهم،و زعموا أنهم مقلدون،یروون ما لا یدرون،و إذا سئلوا عنه و عن معانیه ینقطعون و یسمونهم من أجل ذلک:حمالة الحطب،وزوامل الأسفار،و نحوهما من ذمیم الأسماء و الألقاب.
و یذکر الخطابی سبب تألیف هذا الکتاب فیقول:«سألتمونی إخوانی عن الدعاء،و ما معناه،و فائدته،و محله فی الدین،و موضعه من العبادة،و ما حکمه فی باب الاعتقاد،و ما الذی یجب أن ینوی الداعی بدعائه،و ما یصح أن یدعو به من الکلام مما لا یصح منه،إلی سائر ما یتصل به من علومه و أحکامه،و یستعمل فیه من سننه و آدابه، و طلبتم أن ألخص لکم ما شکل من ألفاظ الأدعیة المأثورة عن النبی صلی الله علیه و سلم التی جمعها إمام أهل الحدیث محمد بن إسحاق بن خزیمة-رحمه الله و رضی عنه-إذ کان أولی ما یدعی به و یستعمل منه ما صحت به الروایة عن رسول الله صلی الله علیه و سلم (1)جمع نشیء.."