خلاصه ماشینی:
"فلا غرابة أن یقال:إن العامل الجدید الذی أسهم فی بناء هذه الضارة هو«الإسلام»ذلک الدین القویم المتین الذی أنزل علی محمد علیه الصلاة و السلام فی أوائل القرن السابع المیلادی،و فی قلب جزیرة العرب،أنزل علیه قرآنا عربیا،و انتشر الإسلام مع انتشار العروبة،فکانت الحضارة الجدیدة إسلامیة،أو عربیة.
و قد فتن فی أوائل هذا القرن جماعة من کتابنا بالحضارة الیونانیة،و زعموا کما یذهب معظم المستشرقین أن فضلهم علی الحضارة العربیة عظیم، و تأنه لو لا اقتباس العرب هذه الحضارة ما استطاعت أن یقوم لها قائمة بل لقد ذهب بعض غلاتهم إلی أن الحضارة العربیة فی شق مظاهرها لیست سوی الحضارة الیونانیة کتبت بحروف عربیة.
*** و من الواضح أن المؤلف یفصل بین العروبة و الإسلام،و قد تلتحم الدائرتان کما کانت الحال فی دولة الخلفاء الراشدین،و الدولة الأمویة و الدولة العباسیة إلی أن زالت الخلافة من بغداد،و انتقلت رایة الإسلام إلی الأتراک فی القسطنطینیة و عندئذ لم یعد؟؟؟کلمة مسموعة،بل لم تعد اللغة العربیة وقتها صاحبة المنزلة الأولی کما کانت من قبل،و منذ ذلک؟؟؟لوقت بدأت الحضارة العربیة فی التأخر،بل بدأ الإسلام نفسه-یقصد المسلمین لأن الإسلام شریعة إلهیة ثابتة-یضعف مع ابتعاده عن اللغة العربیة.
إن الناظر إلی الحضارة العربیة إبان ازدهارها زهاء عشرة قون من الزمان،؟؟؟ الذی ساد فی کافة الأقالیم الإسلامیة،إلی درجة أن أوربا کانت تفتتن ببراعة العرب فی الفنون و الصناعات،و کانت تجارة المسلمین من المنسوجات و الورق،و المصنوعات الجلدیة،و الأسلحة و غیرها رائجة رواجا شدیدا فی أوربا و منذ القرن الثالث عشر المیلادی بدأ الغرب یتعلم هذه الصناعات عن العرب سواء فی فلسطین حین جاءت الحملات الصلیبیة،أم فی صقلیة،أم فی طلیطلة فی أسبانیا."