خلاصه ماشینی:
"و لنا أن نسأل مرة أخری: هل أخطأ الفاطمیون فیما ذهبوا إلیه من تلک المواسم العدیدة؟ إننا لو دققنا النظر لوجدنا أنهم أحسنوا صنعا للتاریخ الإسلامی-عن قصد أو عن غیر قصد-؛ فإن فی إحیاء هذه المناسبات،و تدارس ما فیها من عبر و ذکری،لخیرا کثیرا فی استعادة الصور الأولی للإسلام،و الذکری تنفع المؤمنین،و لکن علینا فی زماننا هذا أن ننظم إحیاء تلک اللیالی علی صورة تضمن الإفادة منها،و لقد رأینا الاتجاه إلی تنظیم الاحتفالات فی عهد الثورة المبارک یأخذ صورا جدیة مجدیة؛فمکان المراقص و تجمع المشعوذین رأینا السرادقات تقام،و تصف الکتب الدینیة و الاجتماعیة و الأدبیة و السیاسیة تصف علی جوانبها للاطلاع،و بدلا من حفلات الصفیر و تدخین المخدرات أصبحنا نری التجمعات لاستماع المحاضرین فی سیرة صاحب الاحتفال.
الخیل،و الرهج المثار،حروفها و النار،و الدم،والبلاء المطبق فتشت ما بین السطور،فلم أجد أن الأسود بصیدها تتصدق و من العجیب أن الشاعر فی تلک الحقبة من الزمن کان قوی الإیمان بالمستقبل،و کأنی به یتنبأ فی ختام قصیدته بقیام ثورة الجیش المبارکة فی عام 1952 إذ قال: لا بأس من نفحات ربک،إننی لأری السنا خلل الدجی یتألق و مما جاء فی قصیدة له بمناسبة ذکری غزوة بدر من عام 1360 هـ: سلام علینا یوم یصدق بأسنا فیمضی بنا فی کل أمر نحاوله و یوم تکون الأرض تحت لواثنا فلیس علیها من لواء یماثله ألا همة بدریة تکشف الأذی و تشفی من الهم الذی امتاج داخله ألا دولة للحق تلک نهجه و تصغی إلی القول الذی أنا قائله: إذا نحن م نرشد،و لم نتبع الهدی فلا تنکروا یا قوم ما الله فاعله و رحم الله(محرم)فقد استجاب الله رجاءه،و من علی هذه الدولة بدولة الحق التی قوضت معالم الظلم، و اجتثت جذور الشر و الطغیان و رفعت منارة العروبة عالیة،و ضربت أروع الأمثال فی التقدم و النهوض للعالمین."