خلاصه ماشینی:
"إذا نظرنا إلی فهرس محتویات هذا العدد من المشرق،انطلاقا من موضوعات اللغة العربیة و اللاهوت فی واقعه الأفریقی و اللبنانی،مرورا بالروحانیة السریانیة فی تصور الخوری یواکیم مبارک،و الموارنة و الکتاب،وصولا إلی تحقیق کتاب التجلیات و الهموم الجغرافیة...
، نجد أن ما یجمع بین مختلف هذه الاهتمامات هو قضیة التأصل الثقافی التاریخی.
و خطر التأصل هو الانغلاق علی الذات،و خصوصا علی الشکلیات.
ألیست الأصولیة،فی بعدیها السیاسی و الدینی،تعبیرا عن التعلق بمجموعة من الرموز کالتصوف و الشرائع و العقائد،باسم الدفاع عن الحق الإلهی؟إزاء هذه الأصولیة التی لا تقبل بالآخر إلا باسم عقیدتها و قانونها،طور العالم المعاصر-و خصوصا الهیئات العالمیة-نظریة التسامح الدینی و السیاسی.
إلا أن التسامح لم یکن،استنادا إلی اختبار عشرات السنین،الجواب الوافی الشافی،عن التعصب من کل نوع.
یبدر التسامح و کأنه محطة انتظار،إلا إذا وصل إلی حده الأقصی،أی أن یکون الآخر حرا فی تأصله.
إن الانتماء إلی إطار معین هو واقع،و التأصل عبر الانتماء هو سعی یومی فی مواجهة عصر الاستهلاک و حضارته.
لا یکون الانتماء إلا بالحوار،و کذلک الانتماء إلی الحقیقة."