خلاصه ماشینی:
"لذلک تراه یقول: و بعد فالحب حبیب النفس و راحة الروح و أنس الأنس و لطف طبع فی الحجا و الحدس و أسوة تنفع للتأسی و الحب لیس مدرکا بالحد9 2-هندسة الافتتاحیة الثانیة: تکشف القراءة المتأنیة للافتتاحیة عن شبکة من الدلالات التی یعدها الناظم مدخلا للسرد،و کأن السرد فی حقیقة أمره تدلیل تطبیقی لمثل هذه الدلالات،أو کأنه المجال الذی تأخذ فیه هذه الدلالات بعدها الواقعی من حیث تلبسها الحدث،و إحداثها فی نفس الشخصیات مفهولها العجیب المتعاکس فی الشد و الإرخاء.
إن التقابل الذی یجریه الناظم بین الوجهین یؤدی وظیفة تنسیقیة قبل البدء فی السرد،و کأن الافتتاحیة علی هذا النحو تجنح إلی ترتیب المداخل التی سیقوم علیها السرد فیما یلی.
إنه یقول: و مع ذا،أیامه مواسم و ثغرها علی الدوام باسم و نفحات طیبها نواسم و هو لکل ما یشین حاسم ما حل قط قلب نذل و غد إن الناظم باعتباره السارد الأول للحکایة،یتخذ فی هذه المزدوجة موقفا من القضیة،نلحظه فی عبارة(و مع ذا)،و کأن الذی قدم من قبل لم یحمل سوی الصورة المعبرة عن الألم و المعاناة،و التی تجعل من الحب أقرب شیء إلی الضر و الضرر.
و حقیقة ذلک کله فی حقیقة الحب الذی یخلط الحدود و یتأبی علی النعوت و الأوصاف: لأن حب الشیء یعمی و یصم و یوقع الإنسان فیما قد یصم فکم تقی فی الغرام قد آثم و ارتکب المحذور لما أن عصم إن الغرام لازم التعدی إن عدول الناظم عن لفظة الحب إلی کلمة الغرام،یحمل دلالة جدیدة فی هذا السیاق.
إن صورة المتصوف التی تلتصق بالقاضی من خلال هذه الأوصاف تحیل القارئ علی السیاق التاریخی الذی کان یکتنف الناظم و الذی أملی علیه هذا الضرب من الوصف الذی نعجب فیه من عدم التورع من خلط الذکورة بالأنوثة فی مقام واحد."