فی الوعظ و الزهد ادب و هنر

"أن هذه المعاهدة کانت فتحا جدیدا فی الإسلام،فقد أدت إلی اختلاط الکفار بالمسلمین،فخالطت بشاشة الإسلام قلوبهم،و هذا هو قول أبی بکر الصدیق‌ رضی الله عنه:ما کان فتح فی الإسلام أعظم من فتح الحدیبیة،و لکن الناس‌ قصر رأیهم عما کان بین محمد و ربه،و العباد یعجلون،و الله لا یعجل لعجلة عباده، حتی تبلغ الأمور ما أراد. هذه دروس و عبر من ریاض السیرة النبویة الطاهرة-لو اعتبر بها ساسة الیوم وقادة العالم-لا طمأنت النفوس،توثقت الصلات بین الشعوب و عاش‌ الناس إخوانا متحابین،هدفهم إسعاد الإنسانیة و رفاهیة البشریة؟ عبد الحمید طه‌ إمام مسجد السلطان أبی العلاء فی الوعظ و الزهد روی أبو حاتم عن الأصمعی قال:خرج الحجاج ذات یم فأصحر،و حضر غداؤه،فقال:اطلبوا من یتغذی معنا،فطلبوا فلم یجدوا إلا أعرابیا فی شمله، فأتوه به،فقال له:هلم،قال الأعرابی:قد دعانی من هو أکرم منک فأجبته، قال الحجاج:و من هو؟قال الله تبارک و تعالی دعانی إلی الصیام،فأنا صائم،قال: صوم فی مثل هذا الیوم علی حر!قال الأعرابی:صمت لیوم هو أحر منه،قال: فأفطر الیوم."