خلاصه ماشینی:
"و لا نغالی إذا قلنا بأن معظم التحولات الملاحظة فی المجتمعات العربیة و الاسلامیة،من عمران و سلوک اجتماعی و سیاسی بل حتی ثقافی هی فی الواقع نوع من المعاصرة،بمعنی أن هذا المجتمعات تلونت بشیء مما تعتبره الأمم،صاحبة الحضارة المعاصرة،بأنه من ابداعتها و ابتکاراتها،فتکون المعاصرة،بهذا التوضیح،مجرد عملیة تقلید و متابعة لمنط حیاة آخر لا یمت بصلة الی واقع الأمة الحضاری و مستوی تطورها.
و إذا أخذنا بمقولة ان الحضارة،فی فی الواقع أحد تمثلات الخصوصیة الثقافیة لشعب من الشعوب،بحیث تکون الثقافة سابقة علیها،و هی التی تمنحها التمایز عن غیرها،فإن کل المظاهر«المسماة حضاریة»التی تغطی المجتمعین العربی و الاسلامی تقریبا،هی نوع من«المعاصرة»،بل اکثر من ذلک فان الثقافة السائدة أو التی یسعی الغرب و الأنظمة و النخب«المتمدنة»الی تعمیمها،لا یمکن ان تنتج شکلا آخر من «الحضارة»الغربیة،و هذا فی أحسن الأحوال و أقوی الاحتمالات،و بالتالی من الخطأ تسمیتها بالحضارة العربیة الحدیثة أو المعاصرة،أو الحاضرة الاسلامیة الحدیثة و المعاصرة."