خلاصه ماشینی:
"و مما یدعو الی الأسف و الألم أن یتطایر شرر هذه الفوضی الأخلاقیة الی شبابنا،فلا تکاد تطأ شارعا من الشوارع حتی تقع عیناک علی ثلة من الشباب المستهتر قد ضحوا بأوقاتهم و راحتهم و مکثوا الساعات الطوال و قوقا علی أقدامهم لا هم لهم إلا أن یعاکسوا الفتیات و یضایقوا السیدات،و یسخروا من خلق الله بغیر ما خجل أو حیاء أو مروة،و لا تکاد تسلم من ألسنتم الوقورة المحتشمة أو الخلیعة المستهترة،و لو أن هؤلاء من الشباب الجاهل.
و مما یعتقده کل عاقل أن التربیة المنزلیة لأمثال هؤلاء إن هی إلا تربیة ناقصة،و لو أن لهم من بیوتهم رقابة شدیدة و حسابا عسیرا لما اندفعوا الی الشارع یؤذون خلق الله بغیر ما هوادة و لا رحمة!.
و مما یعتقده کل عاقل أیضا أن حرمان هؤلاء من التربیة کان له أکبر الأثر فی انحطاط أخلاقهم بهذه الصورة المنکرة التی یحمر لها الوجه خجلا،و یقندی الجبین عرفا!."