خلاصه ماشینی:
"منذ کربلاء و جسد الحسین یعبر مسافات الحلم إلی عیون الأطفال،لیضفر علی أهدابها عناقید الغضب و یکحلها بمجد البراءة،لتظل شاهد صدق علی وحشیة هذا العالم و قسوته.
و من هنا تبرز أهمیة الرمز الکربلائی فی حیاة أمتنا کأنقی الرموز القرآنیة، و أکثرها احتشادا بصور البطولة و الفداء،و أشدها قدرة علی الدفع و التحریک لإرادة التصدی فی مواجهة الانحراف.
أعظم ما فی هذا الحدث المتفوق فی تاریخنا أن الهزیمة العسکریة فیه لم تمنعه أن یتحول إلی أروع الانتصارات فی تاریخ الإنسان و أکثرها قدرة علی الخلود و التجدد،ذلک أن الهزیمة العسکریة لم تتحول إلی هزیمة نفسیة،لأن الطرف المنتصر أخفق فی فرض الواقع الذی یریده،و الطرف المنهزم رفض الاستسلام لهذا الواقع.
أیها الوجع الذی لا یهدأ،لأننا أغلقنا نوافذنا فی وجهک،و لأننا لم نجد لک مکانا فی العروق المحقونة بمصل الذل،و الصدور المجروحة علی مرمر الاستسلام،فإن لک فی عیون الأطفال مساحة ما زالت مسکونة بالشوق،تنتظرک مع کل عام،لتضفر علی أهدابها عناقید الغضب،و تکحلها بمجد البراءة، لتواجه بهما نشاز هذا الزمن الردیء."