خلاصه ماشینی:
"و لربما تقود قراءة التعددیة اللسانیة6فی(ألف لیلة و لیلة)من جانب،و أشکال الفعل و لاحوافز من جانب ثان،و کذلک تتمات التعددیة داخل الخطاب بأشکالها و صیاغاتها الأخری المتباینة مع(عجائبی) تودوروف(من صور و رسوم و موسیقی و فصوص مرصودة و أقعنعة مذهبة لها فعل الحوافز الحرة)من جانب ثالث، إلی تأملات أوسع فی فضاءات الحکی التی تبقی(ألف لیلة و لیلة)تنفتح بهذه الحریة للأذهان و الأعمار المختلفة و علی مر العصور بأهوائها و تمنیاتها و خلافاتها: فالحکایة الواحدة یمکن أن تنفرط فی أخری، و یجری تأجیل الأولی فی تناوب ما کما هو الأمر فی «حکایة أبی الحسن العمانی»الذی یمر بالبصرة ثم ببغداد بعدما أجمع له الناس أنه«لیس فی البلاد أحسن من بغداد و من أهلها»،و یقول أبو الحسن:«و صاروا یصفون بغداد و حسن أخلاق أهلها و طیب هوائها و حسن ترکیبها»7:أی أنه یسأل،فینفتح الفعل من خلال الإجابة.
و لولا عدم استجابة الحکایات لتأویلات الرمز وصدها لذلک،لقال المرء إن القناع المذهب یأتی رمزا انحرافیا یحید بالحکی عن الواقع لاختزال مسافة التحول من مکان إلی آخر و من مکانة اجتماعیة إلی أخری،من تاجر إلی ملک،و من أعلی إلی أدنی،فابن الملک یطل من فوق إلی فوق،و یری الصبیة، و یحل عند الباب لیری العبد و یذهب إلی السوق لیری الصبیة عن التاجر؛أی أن الرواة فی(ألف لیلة و لیلة)لا یتورعون عن ارتداء ألبسة العجائز،فها هی العجوز فی تلک الحکایة تبدو لابن الملک الشاب الجالس وحیدا حائرا عند باب الدار التی کثرت التحذیرات منها «شمطاء کأنها الحیة الرقطاء و هی تکثر من التسبیح و التقدیس و تزیل الحجارة و الأذی من الطریق»؛فالوصف لا یستقیم مع الفعل إلا لغرض التضاد الذی تکثر منه الحکایات و تلجأ إلیه فی توازیاتها الأساس12."