خلاصه ماشینی:
"«عظمة الاندلس فی عهد عبد الرحمن الناصر» -2- محاضرة لفضیلة الأستاذ الشیخ إبراهیم باشا أبو سعده ما ینسب إلی الناصر من الشعر:بدهی أن سحر الطبیعة وجوده المناخ و خصوبة الأرض و جمال البیئة یخلع علی ساکنه ألوانا من الفن و صنوفا من العرفان و ضروبا من الذکاء و الکیاسة و الشعر،و لقد کانت بلاد الأندلس جنة الدنیا خرج منها الأندلسیون خرج آدم من الجنة وصفها أحد الشعراء بقوله: یا أهل أندلس لله درکم ماء و ظل و أشجار و أنهار ما جنة الخلد إلا فی دیارکم و لو تخیرت هدی کنت أختار لا تختشوا بعد ذا أن تدخلوا صقرا فلیس تدخل بعد الجنة النار بلاد هذا بعض وصفها قد کست الکثیر منها حللاء من الشعر بهیجة و أنطقت کثیرا من الخلفاء بجید الشعر،و منهم الخلیفة العظیم الذی نحن بصدده الآن فمما،نسب الیه قوله: لا یضر الصغیر حدثان سن إنما الشأن فی سعود الصغیر کم مقیم فازت یداه بغنم لم تنله بالرکض کف مغیر و قوله: ما کل شیء فقدت إلا عوضنی الله منه شیا إنی إذا ما منعت خیری تباعد الخیر من یدیا من کان لی نعمة علیه فانها نعمة علیا الطبیب و الفصد:و من طریف ما یروی عن أمیر المؤمنین الناصر لدین الله أنه أراد الفصد فقصد بالبهو فی المجلس الکبیر بالزهراء و استدهی الطبیب لذلک،فأخذ الطبیب الآلة و جس ید الناصر فبینما هو اذ أطل شخص علی المجلس و أنشد: أیها الفاصد رفقا یأمیر المؤمنینا إنما تفصد عرقا فیه محیا العالمینا و جعل یکرر ذلک للمرة بعد المرة فاستظرف أمیر المؤمنین الناصر ذلک غایة الاستظراف و سر به نهایة السرور و سأل عمن اهتدی الی ذلک فذکر له أن السیدة الکبری أم ولده ولی العهد«المستنصر بالله»صنعت ذلک،فوهب لها ما ینیف علی ثلاثین أل دینار."