خلاصه ماشینی:
"هذه المهمة بفضل تکتیک یتمکن من خلاله النظام الحاکم من توسیع دائرة التی یعبئها حوله و فی اجهزته حتی تستطیع هذا التجمیع«احتواء»مختلف الطاقات النخبویة الظاهرة فی الوسط الاجتماعی، و لربما عند مختلف الطبقات،و تذویبها فی سلة النظام،فیذوب الصراع الاجتماعی!اما دور الشعب و الجماهیر و طبقاتهما فی العلمیة التاریخیة فیتوقف علی تقدیر،او بالاحری،علی حاجة النخبة،لأنه لا یظهر إلا عندما تحتاج النخبة الی الاستعانة به«لترجیح کفتها»فی اللعبة السلطانیة!فالتاریخ،وفق هذا التصور،لیس-حسب تعبیر الباحث-الا لعبة یدیرها عباقرة النخبة.
و إنه لما یثیر التساول:اذا کانت النخبة قوة فوق الطبقات و مستقلة عنها،بشکل عام،کما یتصورها الاستاذ عادل حسین،و هذا فی مجتمعات طبقیة غیر اشتراکیة،فکیف ینقلب الوضع فی المجتمع الاشتراکی(و هو الذی الشکل الطبقی للصراع الاجتماعی)لتصبح النخبة هنا،حسب قول الباحث«الطبقة الجدیدة التی تشکلت وقادت هذا النظام تحت شعار حکم(بل دیکتاتوریة)البرولیتاریا»؟ إن تحول النخبة الی طبقة مستغلة او اندماجها عضویا بطبقة مستغلة سائدة،لتعیش معها علی استغلال باقی طبقات او فئات الشعب یکفی بحد ذاته لنفی ای صفة اشتراکیة عن النظام القائم.
و هنا یبرز التساؤل التالی:هل یقتصر القهر علی استخدام العنف المباشر،و هل عدم ممارسة العنف المباشر یومیا تعنی غیاب القمع و القهر؟ألا یکفی للبرهان علی وجود القمع و القهر توفر شروطهما الموضوعیة،مثل الانقسام الطبقی للمجتمع الی طبقات او فئات تستأثر بناتج جهود طبقات و فئات اخری،و ذلک بنتیجة سیطرتها علی وسائل الانتاج و علی السلطات السیاسیة و الایدیولوجیة و اجهزة القمع؟ألیست هذه هی الحالة الاعتیادیة فی جمیع الانظمة الطبقیة حتی و هی تمر فی اروع مراحل الاندماج الاجتماعی و النهوض القومی الشامل؟ألیس فی کون الاستغلال ممارسة یومیة اعتیادیة مما یجعل القمع احتمالا قائما و مسلطا و قابلا للاستخدام ضد القاعدة عند ای محاولة منها لتخفیف الاستغلال او إزالته؟ألا یکفی ان تکون الدولة او طبقتها السائدة مستعدة و مؤهلة لاستخدام القمع و لو«کحل اخیر»(حسب تعبیر الباحث)لکی یکون القمع هو الحالة الاعتیادیة العامة و لیس الحالة الاستثنائیة؟(11)."