خلاصه ماشینی:
"کما أن التنمیة العربیة لا یجب أن ترکز فقط علی رفع معدلات نمو بعض المتغیرات الاقتصادیة فی هذا القطر أو ذاک،بل انها تهدف بصورة أساسیة إلی بناء إقتصاد عربی متکامل و مستقل ینهی التبعیة للبلاد الصناعیة المتقدمة لیستبدلها بالاعتماد و التعاون المتبادل مع کل المناطق الاقتصادیة الأخری فی إطار إعادة تقسیم العمل الدولی و إنشاء نظام اقتصادی جدید یزید فیه التعاون المشترک بین دول العالم النامیة.
و یمکن تلخیص أهم التوجهات فی المجالات المختلفة للعمل التنموی العربی فیما یلی: 1-الموارد البشریة مع افتراض خلق الظروف الملائمة لاطلاق طاقات القوی البشریة العربیة،و التی أشریا إلیها سابقا،فسیحتاج الأمر إلی عدد من الخطوات و السیاسات لتحقیق التعبئة الکاملة للموارد البشریة و حسن استخدامها و تتضمن هذه: أ-العمل علی تحسین توزیع السکان بین الأقطار العربیة و داخل هذه الأقطار علی أساس عملیة تنمیة ذات أبعاد قومیة و قطریة و إقلیمیة تتوخی تغییر الواقع الاجتماعی-الاقتصادی لمناطق طرد السکان و إنشاء أنشطة إنتاجیة فی المناطق المحدومة بما یؤدی لتخفیف الضغوط علی المدن العربیة التی أصبحت متکدسة بالسکان.
3-التنمیة الصناعیة إن بناء صناعة عربید مستقلة و متکاملة سیعنی،ضمن أشیاء أخری،أن عملیة التصنیع تنبعث و یتن دعمها و المحافظة علیها بواسطة القوی الاقتصادیة العربیة و أن السوق العربیة تلعب دورا أساسیا بالنسیة لتصریف المنتجات الصناعیة،و أن الوطن العربی یشمل فی أرجائه قاعدة عریضة من الصناعات المترابطة و المتکاملة أفقیا و رأسیا علی نطاق الوطن العربی فی مجموعه بما فی ذلک صناعة السلع الرأسمالیة ذات الأهمیة الاستراتیجیة،و أن الوطن العربی سیکوم قادرا علی اختیار (التکنیک)الانتاجی الأکثر تناسبا مع موارده و علی تطویر هذا(التکنیک)إستنادا إلی قدراته البحثیة و التکنولوجیة و یتطلب ذلک: أ-إعادة النظر فی توزیع الدخول داخل کل قطر عربی و بین الأقطار العربیة بما یسمح بتوسیع السوق القطری و القومی و إشباع حاجات الأغلبیة العظمی من السکان."