خلاصه ماشینی:
"و من ناحیة اخری،فان البلدان العربیة«غیر النفطیة»زاد اعتمادها علی العون الخارجی و التدفقات المالیة و الثنائیة،و تحویلات العاملین بالخارج عن«بلدان الفائض» بشکل لم یسبق له مثیل من قبل،مما أدی بدوره الی ارتفاع نسبة الناتج القومی الاجمالی الی الناتج (1)انظر:مقال الدکتور جلال أمین،«مأزق التنمیة العربیة فی السبعینات»،و المنشور فی مجلة العربی،العدد 230-ینایر (کانون الثانی)1978 المحلی الاجمالی،مما یجعل هذه الاقتصادیات اکثر اعتمادا علی«القطاع الخارجی»و اکثر عرضة للتقلبات التی تطرأ علی الاوضاع الاقتصادیة و السیاسیة فی بلدان الفائض النفطیة و فی«سوق النفط العالمی»بصفة عامة.
و لیس هناک من شک فی استمرار تأکل قیمة الاستثمارات المالیة الخارجیة للدول العربیة النفطیة بفعل التضخم النقدی العالمی و تقلبات سعر الصرف و انقاص حجم الموارد العینیة الحقیقیة المحولة من الدول الغربیة المضیفة لهذه الاستثمارات،و بالتالی التخفیض من عبء خدمة هذه الاستثمارات علی موازین مدفوعاتها فی المستقبل.
بید انه لیس هناک ما یضمن حمایة العوائد السنویة للاستثمارات المالیة التی تغذی«صندوق التقاعد»هذا من التدهور المستمر لقوتها الشرائیة و بالتالی ضمان التدفقات المتوقعة من سلع و خدمات حقیقیة التی یمکن الحصول علیها فی عالم تعصف به مخاطر التضخم النقدی و تقلبات سعر الصرف (7)انظر بهذا الخصوص الورقة المقدمة من الدکتور حازم الببلاوی عن«الفوائض المالیة النفطیة و التضخم العالمی»الی المؤتمر القومی لاستراتیجیة العمل الاقتصادی العربی المشترک»المنعقد فی بغداد خلال الفترة 6-12 مایو-أیار 1978 (8)تشیر بعض التقدیرات الحدیثة الی ان دول«الاوبک»قد عانت من معدل فائدة سالب علی استثماراتها خلال الفترة 1974-1978 فی حدود 5,4%فی السنة(علی اساس مرکب)،وذلک الاخذ فی الاعتبار معدل العائد الاسمی السنوی علی هذه الاستثمارات و هو فی حدود 5,7%فی السنة فی المتوسط."