خلاصه ماشینی:
"غیر أن عنایة الکثرة الغالبة من أصحاب التعالیم فی العصر الإسلامی،انصرفت إلی شرح کیفیة مزاولة الأعمال الحسابیة،و بیان طرقها المختلفة؛فلم یعن بالبراهین،لاستعصائها و استغلاق أمرها،غیر القلیلین من أمثال:ابن الهیثم المتوفی سنة تسع و ثلاثین و ألف بعد المیلاد،و محمد بن عبد الله الحصار و هو من علماء المغرب فی أواسط القرن الثانی عشر،و ابن البناء المراکشی،من علماء النصف الأخیر من القرن الثالث عشر: أقول انصرف الأخیر من القرن الثالث عشر: أقول انصرف اهتمام الکثرة الغالبة من أصحاب التعالیم إلی بیان طرق الحساب و شرحها،و جعلت تلک الطرق فروعا متفرعة من علم العدد، وضعت لها أسماء،عرفت بها.
و هو علم کان أبو عبید الله محمد الخوارزمی المتوفی سنه خمسین و ثمانمائة أول من أدخله فی الإسلام و أول من ألف فیه و کتابه فی هذا الفن ترجم إلی اللاتینیة فی النصف الأول من القرن الثانی عشر.
و قد فرع الإسلامیون علی هذا الأصل من التعلیمی علوما أخری عدوها فروعا لعلم الهندسة و هی أولی بأن تکون بالنسبة إلی علم الهندسة إما علوما یستفاد فی مبادئها و مقدماتها،و أحیانا فی براهینها بالمبادیء و المقدمات و البراهین الهندسیة،و إما علوما تمثل النواحی التطبیقیة لعلم الهندسة النظری.
بل إذا ما هو قوبل بالعلم الطبیعی الذی جعلوه ینظر فی الأمور التی تفتقر إلی المادة فی وجودها الخارجی و من حیث هی تتصور-کان العلم الطبیعی علی هذا الوجه،یمثل الجانب الوصفی من العلم.
*** و هذا-بشیء من الإیجاز کثیر-هو العلم التعلیمی علی الوجه الذی یعتبر فیه بالمعانی التی میزوه بها."