خلاصه ماشینی:
"و لم أعرض علیک تفصیل فلسفة الاتجاه الثالث،کما أنی لم أعرض علیک تفصیل فلسفة الاتجاهین الأول و الثانی،و إنما اکتفیت هنا کما اکتفیت هناک بهذه الخلاصة الیسیرة التی تصور تلک الخطوط العریضة لفلسفة اللغة المعاصرة؛و علی أساس هذه الخطوط العریضة یمکن أن نحدد أهم المشکلات التی تشکل مضمون هذا المبحث الفلسفی،و تأتی الأسئلة التی تتعلق بالمعنی اللغوی فی مقدمة الأسئلة التی یعالجها فیلسوف اللغة مثل:ما هو المعنی؟و ما هی نظریات المعنی؟ و کیف نمیز بین العبارة ذات المعنی و العبارة الخالیة من المعنی؟و هل تتمتع عبارتان بنفس المعنی؟ و بعبارة أخری،ما هو الترادف؟و هل یوجد ترادف بالفعل؟و ما هو التشابه و الاختلاف الدلالی؟و ما هو اللبس الدلالی؟و ما هو الصدق الدلالی(التحلیلیة)؟و ما هی أنواع المعنی،مثلا،هل هناک تمییز بین المعنی المعرفی و المعنی الانفعالی؟و ما هی العلاقة بین المعنی و المواقف القضویة مثل الاعتقاد و القصد؟و ما هی العلاقة بین المعنی و الترجمة؟و ما هی العلاقة بین المعنی و الصدق،و المعنی و الاستعمال؟و هناک أسئلة تختص باللغة ذاتها مثل:ما هی طبیعة اللغة،و ما وظائفها،و هل هی توقیف أم اصطلاح؟و ما هی النظریات المفسرة لعملیات تعلم اللغة؟و کیف نفسر تعلم المرء للجانب الإشاری من اللغة؟ و بالإضافة إلی تلکم الأسئلة التی تقع فی صمیم فلسفة اللغة،هناک مشکلات تربط فلسفة اللغة بالمیتافیزیقا و المنطق،مثل مشکلة العلاقة بین اللغة و العالم،و التی یجسدها السؤال:ما هی العلاقة بین بینة اللغة و بنیة الأشیاء التی تستعمل اللغة للکلام حولها؟و فی إطار هذه المشکلة یعالج فیلسوف اللغة أسئلة أخری مثل:هل اللغة الطبیعیة العادیة کافیة للقیام بالوظائف المرجوة،أم أنها غامضة و قاصرة،و من ثم یتعین علینا وضع لغات مثالیة؟کما یحفل فیلسوف اللغة ببحث الملامح المحددة لبعض التعبیرات اللغویة التی یهتم بها الفلاسفة لأسباب خاصة من قبیل أسماء الأعلام، و الأوصاف المحددة،و المفارقات و نظریة الأنماط المنطقیة."