خلاصه ماشینی:
"الإسلام و الارتقاء الاجتماعی و التطور الاقتصادی کمال فریدریک فیلد تعانی دول العالم من مشاکل کثیرة و متنوعة،یمکن تفسیرها بأسباب عدة منها قلة الموارد الاقتصادیة و ضعف کفاءة استخدامها،و التفاوت الطبقی و التوزیع السیء للعائد الاقتصادی و ظهور حالات متطرفة من فقط مدقع إلی غنی فاحش،و تجاوز القوانین و الأعراف الاجتماعیة السائدة و شیوع الجریمة بأشکالها المختلفة،و غیاب العدالة السیاسیة و ظهور دیکتاتوریة الغالبیة تارة و دیکتاتوریة الأقلیة تارة أخری.
و یتفق المنهج الاسلامی فی التنمیة الاقتصادیة و الاجتماعیة مع النظریات الأخری فی ضرورة رفع مستوی اشباع حاجات الإنسان من السلع و الخدمات و کفاءة استخدام الموارد المتاحة،و تحقیق العدالة فی توزیع الموارد و العوائد و تحقیق الضمان الاجتماعی.
أولا:«رفع مستوی إشباع حاجات الإنسان و رفع کفاءة استخدام الموارد المتاحة» تحت هذا العنوان سنحاول الإجابة عن التساؤلات الآتیة:هل أن وفرة المصادر الطبیعیة من معادن و زراعة و مصادر طاقة هی العامل الرئیسی فی رفع مستوی الرفاهیة الاقتصادیة و الاجتماعیة؟و کیف یمکن زیادة کفاءة استخدام الموارد المادیة و البشریة؟و هل أن المحتوی الفکری و العقائدی للإنسان هو العامل الضروری لتحقیق الرقی الاقتصادی و الاجتماعی؟ تختلف الدول فی مقدار امتلاکها للموارد الاقتصادیة کمصادر الطاقة، و المعادن،و الأرض الزراعیة إلخ.
فالاسلام یهدف إلی صیاغة فکر و عاطفة و سلوک الإنسان وفق آلیة تجعل نظرة الفرد إلی الحیاة علی أنها مرحلة انتقالیة یستثمر فیها طاقته و إمکاناته المادیة و الروحیة فی تقوی الله،فی هذا السیاق یکون هدف الفرد فی المجتمع:العمل(حتی لو تطلب ذلک التضحیة و الایثار)رغبة فی زیادة رصیده من العمل الصالح و أملا فی الأجر الموعود."