کلمات فی الاستبداد سرمقاله

"المستبد یتجاوز الحد لأنه لا یری حاجزا فلو رأی الظالم علی جنب‌ المظلوم سیفا لما أقدم علی الظلم کما قیل:الإستعداد للحرب یمنع الحرب. المستبد إنسان‌ مستعد بالفطرة للخیر و الشر،فعلی الرعیة أن تکون مستعدة لأن تعرف ما هو الخیر و ما هو الشر مستعدة لأن تقول لا أرید الشر،مستعدة لأن تتبع القول بالعمل و القول الذی لیس وراءه‌ فعل هو موجة فی الهواء علی ان مجرد الإستعداد للفعل،فعل یکفی شر الإستبداد. المستبد إنسان و الإنسان اکثر ما یألف الغنم و الکلاب،فالمستبد یود ان تکون رعیته‌ کالغنم درا و طاعة و کالکلاب تذللا و تملقا،و علی الرعیة أن تکون کالخیل إن خدمت خدمت‌ و إن ضربت شرست،بل علیها أن تعرف مقامها،هل خلقت خادمة للمستند،أم هی جاءت‌ به لیخدمها فاستخدمها،و الرعیة العاقلة تقید وحش الإستبداد بزمام تستمیت دون بقائه فی‌ یدها لتأمن من بطشه فإن شمخ هزت به الزمام و إن صال ربطته."