خلاصه ماشینی:
و رجال المبعوثان هم من صفوة الأمة الموکول الیهم بإخلاص و صفاء المحافظة علی حفظ تلک المادة النفیسة و استخراجهم منها ما هو القوام لمتممات هاتیک الرغائب مع الراحة العامة و العدل الشامل قد ألقت الأمة لأمانتهم بالمقالید و القیاد،فأصبح علیهم بتوفیق الله تعالی المعول و الاعتماد فهم الآن یمثلون دورا مهما من ادوار حیاة الدولة و الأمة و لذلک نرفع لهممهم ما أوحاه الجنان و جری به القلم و لن نعدم من ارباب الأقلام ذوی الأفکار النیرة ما یرتأونه بهذا الشأن تسهیلا لمآخذ الحاجیات و علی الله قصد السبیل (1)تقریر تسویة الحوادث البلقانیة بالصورة السلمیة بالإمکان المستطاع و مراعاة الاحوال الزمانیة و لو بالتعویض المقابل مع اجتناب جلباب الخضوع و الخنوع فإن الأمة علی حالتها الحاضرة حیة لم تخمد منها نیران الحمیة (2)إصلاح التعلیم و تعمیمه لأن العلم هو الأساس الوحید لکل الاعمال و هو الروح و الحیاة لأجسام الدول و منبع ارتقاء و ثروة الأمم و الجسم المجرد عن الروح لا حیاة له بل هو جماد بل الجماد خیر منه و لقد تعددت الکتابات بهذا الباب و بها الکفایة الشافیة لأولی الألباب و یا حبذا تعمیم التعلیم الزراعی بمحال ضرورته فالأمة العثمانیة حاکمها و محکومها هی هی تلک الأمة التی ادخل علی جسمها الأمراض المتنوعة رجال الظلم و الاستبداد و علی ذلک نشأ نشؤها و صار التقهقر مألوفها لها فأنسیت بسوء التربیة و نبذ التعلیم الصحیح ما یجب علهیا فعمت البلوی (*)المبعوثان جمع فارسی علامته الالف و النون و کان الاتراک یطلقون علی مجلس النواب مجلس المبعوثان(العرفان) و کثرت من المتنورین الشکوی،و بفضل جهادهم کان ما کان.