خلاصه ماشینی:
"ان مما طبع علیه اغلب بنی الانسان هو الأنانیة و الاثرة و هذه الغریزة،لم یختص بها الانسان بل هی موجودة فی الاحیاء قاطبة حتی النباتات إلا انها فیها بصورة لا شعوریة فإنک تجد النبات القوی إذا زاحمه نبات اضعف منه علی النور مثلا،تراه یؤثر نفسه و یدفع ذلک النبات المزاحم و هکذا الکلام فی عالم الحیوان،و ان هذه الغریزة أهم حافظ للحی فی معرکة تنازغ البقاء،إذ من الواضح ان الفرد لو لم یدافع عن نفسه مزاحمیه علی مواد الحیاة ذهب ضحیة قوة الأقوی،و هذا الخلق و إن کان ذا منفعة للفرد و للمجتمع بحفظ الفرد الذی هو احد اعضائه،و مفسد للهیئة الاجتماعیة إذا ارسل و لم تضبط بضابط یحدد له حدود سیره بصاحبه،لذلک وضع البشر القوانین و الشرائع لاتقاء شر هذه الغریزة،فحرموا قتل الإنسان أخاه لیأخذ ما بیده من مواد الحیاة و حرموا سرقة الانسان مال آخر و أمثال هذین الحکمین فی الشرائع المدنیة و الدینیة کثیرة،و هذه الأفعال لا ریب انها ترضاها هذه الغریزة بل هی ما تطلبه و لکن درءا للفساد الذی ینجم منها حرمت و وضع لمرتکبها انواع العقوبات."