خلاصه ماشینی:
"و هکذا فشلت المحاولة الصالحة التی أرادتها اللجنة المرکزیة بدعوتها و لم تکن اللجنة المرکزیة وحدها هی التی أدرکت أن مصلحة البلاد لا تقوم الا علی الصراحة و تصفیة ما فی النفوس من احقاد،بل بل لقد أجمعت الامة کلها ذلک،واندفع الناس أفواجا الی دار صاحب الدولة محمد محمود باشا حتی اجتمع فی فنائه حوالی عشرة آلاف شخص یسالون الجماعة السبب الذی دعاها للخروج علی سعد و یطلبون منها الصراحة فی القول.
ثم هدم الاحرار الدستوریون الائتلاف و أعلنوا حکمهم الدکتاتوری المستعار،ولکنهم لم یکونوا أیضا صرحاء فی هذه المرة لیقولوا أنهم انما فعلوا ذلک لانهم یمقتون الحیاة النیابیة کل المقت و لانهم یریدون أن یعدموا کل أرادة لهذه الامة و أن یستبدوا بها،و قد وجدوا من المندوب السامی نصیرا لهم و أی نصیر لهذا تشجعوا و أقدموا یحققون ما رغب ذلک المندوب فی تحقیقه،لم یکونوا شجعانا لیصرحوا بهذه الحقیقة بل کانوا کشأنهم فی جمیع مواقفهم مغالطین یعمون علی الامة محاولین خدعها، فزعموا أنهم انما فعلوا ذلک حرصا علی مصالح البلاد الی آخر سورتهم المعهودة."