البرید الأدبی - مجله الرسالة متفرقه

"و الذی استطعت أن أهتدی إلیه بعد رویة و تأمل أن الکلمة جمع(شی‌ء)و وزنها(أفعال)و مثالها جمع(فی‌ء)و هو(أفیاء) و حقها أن تکون مصروفة کما صرفت(أفیاء)و أمثالها و لا حجة لمن منعها الصرف بورودها غیر منونة فی الشعر،لأن‌ الضرورة الشعریة تبیح صرف الممنوع و العکس؛و لکنهم‌ و جدوها فی القرآن الکریم فی سورة المائدة غیر منونة،فقد جاءت فی قوله تعالی (لا تسألوا عن أشیاء إن تبد لکم تسؤکم) و یخیل إلی أن عدم تنوینها لیس نتیجة علة من العلل التی أوردوها و لکنه نتیجة القاعدة العامة التی اتفق علیها النحاة و هی جواز صرف منع الصرف و صرف الممنوع للتناسب و الضرورة، و ما التناسب إلا مراعاة الانسجام فی جرس الکلمات و ائتلاف‌ النغم بین أجزائها؛و لذلک قری‌ء فی المتواتر (سلاسلا و أغلالا و سعیرا) و کلمة(سلاسل)ممنوعة من الصرف لأنها صیغة منتهی‌ الجموع،و لکنها صرفت لتنسجم مع(أغلالا و سعیرا)و قری‌ء (و لا یغوثا و یعوقا و نسرا) و(یغوث و یعوق)ممنوعان من‌ الصرف للعلمیة و وزن الفعل،و لکنهما صرفا فی هذه القراءة المتواترة لینسجم جرسها مع(نسرا)و کذلک (کانت قواریرا قواریر من فضة قدروها تقدیرا)."