خلاصه ماشینی:
"و الفوسجین(کلورور الکاربونیل)أثقل من الهواء، و هو فی أثره السام أشد مائة مرة من أول أکسید الکربون، و هو عدیم اللون و رائحته رائحة التبن العطن،لا یلصق«بالمهمات»أو بالأرض و إذا وجد فی الهواء بنسبة 50,0 مللیجرام فی اللتر الواحد قضی علی من یتنفسه خلال نصف ساعة،و قد استعمل الفوسجین لأول مرة من الحرب العالمیة الأولی فی فردان عام 6191،و هو من مجموعة الغازات السامة التی تهیج الرئتین،و تعلم قنابلها بصلیب أخضر،و إذا کان بنسبة عالیة فی الهواء قضی علی حیته للتو قبل حدوث أعراض أوزیما الرئتین، و قد وجد أن خمسة مللیجرامات منه فی لتر من الهواء تقتل فی أقل من ثلاث ثوان.
أما مادة السارین Sarin فتبلغ فی قوتها ثلاثة أضعاف قوة التابون،و جاء عنها فی تقریر للطبیب السویسری میشلین ما یأتی: «احتوت کمیة من زیت الفول السودانی علی نقطتین من السارین،و لا مستها أطراف أصابع المریض مدة لا تزید عن خمس دقائق،و قد وضعت الأصابع الماوثة فی محلول خلات الصودیوم،ثم غسلت بصابون متعادل، و بالرغم من ذلک فقد حدثت أعراض التسمم الآتیة بعد نصف ساعة:توعک عام تبعته موجات حراریة،و بعد نصف دقیقة تصبب العرق بغزارة،و کانت هذه النوبات تتتابع عشر مرات فی الساعة الواحدة،و تخللت النوبات فترات راحة مصحوبة بجفاف فی غشاء الفم المخاطی کالذی یحدث عند التسمم بالأتروبین،و بعد ثلاث ساعات جعلت فترات ما بین النوبات تطول فی مداها، ثم توقفت النوبات،و بدأ المصاب یشکو ضعفا جسمانیا و نفسیا مصحوبا برعشة غیر عادیة،و ظل ضغط الدم عنده مرتفعا،کما فقد ثمانیة أرطال من وزنه فی أیام قلائل،و أصیب بإسهال خفیف لبضعة أیام بعد التسمم، و بعد ثلاثة أسابیع تحسن تدریجیا،و عاد ضغط الدم عنده لمستواه الطبیعی،و قد احتاج المصاب إلی بضعة أشهر کی یستعید وزنه و قواه،و أعتقد أن کمیة المادة السامة التی اخترقت جلده لا یمکن أن تکون قد تعدت عشرة مللیجرام."