خلاصه ماشینی:
"ساعات بلا عقارب لست أدری کیف اکتب عن الأستاذ أنیس منصور،دون أن أتعرض لقائل یقول انه صدیق یثنی علی صدیقه؟و ذلک لأنی لا أجد لی حیلة-اذا أردت أن أکون صادقا-سوی أن أبدی اعجابی و تقدیری لهذا الکاتب الأدیب الحساس؛معتقدا أن أدب الأستاذ أنیس منصور،و ان ظفر بالشهرة التی هو جدیر بها؛لم یظفر بعد بالدراسة التی هو حقیق بها؛ و لیست هذه الکلمة الموجزة عن کتاب صدر له أخیرا بعنوان«ساعات بلا عقارب«الا حافزا و مثیرا لأن یضطلع دارس بهذه الدراسة، فللأستاذ أنیس طریقة فی التفکیر و طریقة فی التعبیر لا یخطئهما قاریء منذ السطر الأول،فماذا عسی أن تکون خصائصهما الممیزة؟ اننی لا أقرأ له شیئا الا و قد سرت نشوة فی کیانی،کأنما هو زاد یزید الحیاة حیویة،و لا فرق فی ذلک عنده بین موضوع و موضوع ان هناک وجوها بطبعها عابسة جاهمة،و هناک أخری-بطبعها کذلک-مشرقة باسمة،فاذا قرأت للأولین أو قرأت للآخرین،وجدت الجهامة أو وجدت الابتسامة فیما تقرأ،قد انتقلت من الوجوه الی السطور؟فمهما حاول أصحاب الوجوه الجاهمة أن یتظرفوا فیما یکتبون،و مهما حاول أصحاب الوجوه الباسمة أن یصطنعوا تقطیبة الجبین،فلن یفلح لا هؤلاء و لا اولئک فی محاولاتهم،فسیظل القاریء یقرأ للأولین و هو مکتئب مثلهم،و یقرأ للآخرین و هو فرح نشوان،و لا علاقة لکل هذا بالمحتوی و المضمون،فما أکثر ما یتجهم الأولون عن غیر محصول،و ما أکثر ما یمرح الآخرون عن حصاد غزیر."