خلاصه ماشینی:
"الثورة العلمیة التقنیة و مستقبل الحضارة البشریة الأستاذ تیسیر شیخ الأرض دمشق-سوریا لم العلم؟و لم تعلیمه؟و ما الضوابط التی یجب الأخذ بها لاستمرار الحضارة فی البقاء؟ثلاثة أسئلة مترابطة یحیل بعضها إلی بعض،بعد تطور العلم تطوره الحدیث،حیث أصبح وسیلة لصنع أسلحة الدمار الشامل.
و هذا سیمهد لنا الطریق إلی الکلام علی تعلیم العلم،و کیف یجب أن یکون مما من شأنه أن یجعلنا نتطرق إلی الحریة و علاقتها بالعلم و التقنیة و إلی القیم و الفلسفة و الحضارة.
(1)التقنیة و الحریة:و هنا نقف لنتساءل:ألا یتطلب هذا منا وقفة فلسفیة، نتأمل فیها عالم الإنسان المعاصر،و قد غزته الثورة العلمیة التقنیة من کل جانب؟ هل یحق لنا أن نمضی فی طریقنا المألوف فی التفکیر،دون التفاتة فلسفیة إلی التغیرات التی أحدثها الإنسان المعاصر فی عالمه،و هل هی لخیره أم لشره؟أما آن الأوان لنا لکی نمضی من عالم التجرید إلی عالم التشخیص،لنری کیف یعیش الإنسان المعاصر بین أدواته و أجهزته التی زودته بها التقنیات الحدیثة.
و هذا یبین ارتباط الحریة بالخیر أو الشر،و تمیز الإنسان بها من الأجهزة التقنیة ذات العمل التلقائی،مما یجیز لنا الانتقال إلی علاقة هذه الأجهزة بالخیر و الشر خصوصا،و بالقیم عموما.
و هذا یمکننا من مقابلة الثورة العلمیة التقنیة المعاصرة،بصورة فلسفیة مضادة،لیس هدفها أن تقضی علی التقنیات المختلفة، بل أن تضعها فی مکانها المناسب من حیاة الإنسان،فی سبیل استخدامها الاستخدام الأمثل،و الاستخدام الأمثل لا یکون إلا بإحلال التقنیات المختلفة بما هی أجزاء،فی کانها من الکل،بحیث تنسجم مع أشیائه،و ینسجم عملها مع عمل أشیائه،وفقا لحاجات الإنسان،الذی یسعی إلی الانسجام مع عالمه الحضاری،کما کان منسجما مع عالمه الطبیعی،و مع عالم التقنیات المعاصرة، کما کان منسجما مع عالم التقنیات القدیمة."