خلاصه ماشینی:
"و لا یمکن لأی عامل من العوامل الإنسانیة،أن یشکل مصدر عزاء و شقاء و تطلع و أمل،کما تشکل المعرفة،و الحکمة،و سیر الرجال العظماء،فی حیاة الشعوب و الأجیال التی فجعت بما یمارس علی الصعید الوطنی و الدولی،من سیاسات قوامها البطش و القمع و الفساد و الإفساد و مسخ العقل البشری،و خلو الحیاة الیومیة من ثقافة رفیعة المستوی،و من ممارسات سیاسیة دیموقراطیة و ذات دینامیة عالیة تشد المجتمع إلی الإنتماء،و الفعل الإیجابی،و المبادرة، و المسؤولیة.
لذا یعجب الإمام من مداهنة الناس السلطة و نفاقهم إیاها کما یعجب لـ«السلطان کیف یحسن و هو إذا أساء وجد من یمدحه و یزکیه»[نفس المصدر ص 565].
لذا یدعو الإمام إلی مجالسة العقلاء سواء کانوا أعداء أم أصدقاء لـ«أن العقل علی العقل یقع»[655 نفس المصدر]و من یصمه العلماء،فهو مذموم.
و تصل حکمته الإنسانیة إلی القمة عندما یقول قولا ربما لم یضاهه قول سابق فی فهم فلسفة الزمن و کیفیة التعامل معه تعاملا إیجابیا یعکس المستوی الحضاری و الأخلاقی للشخص المعنی«من أمضی یومه فی غیر حق قضاه،أو فرض أداه،أو مجد بناه،أو حمد حصله،أو خیر أسسه،أو علم اقتبسه،فقد عق یومه»[نفس المصدر 765].
و لأن الإمام خبیر فی النفس الإنسانیة سموا و صلابة،ضعة و ضعفا فهو یقول منبئا:«یأتی علی الناس زمن عضوض یعض فیه الموسر علی ما فی یدیه و لم یؤمر بذلک و تنهد فیه الأشرار،و یستذل الأخیار،و یبایع المضطرون»[نفس المصدر 915]و یدعو إلی حیاة إنسانیة مفعمة باللطف و المحبة و الغنی فی التواصل الإنسانی:«خالطوا الناس مخالطة إن متم معها بکوا علیکم.."