خلاصه ماشینی:
"و بذلک نجد أن أبعاد الاغتراب المرتبطة بصور الانفصال المختلفة و ما یرتبط بها من تفاوتات متنوعة علی المستوی الاقتصادی،و الثقافی،و الاجتماعی، و السیاسی،و التکنو لوجی،و التنظیمی،و الشخصی قد أثر بصورة مباشرة علی سلوک الأفراد الاجرامی و اقترافهم للرشوة بالتنظیمات المختلفة و ذلک ما سوف یساعدنا علی تفسیر اتجاه9 جرائم الرشوة فی مراحل التنمیة التی یمر بها المجتمع المصری،من واقع الاحصاءات الجنائیة،و التعرف علی المصادر الفعلیة الکامنة فی البناءات المختلفة لاقتراف الرشوة،و عوامل الحد منها،بالاستعانة بمعطیات الدراسة الاستطلاعیة التی أجراها المرکز بتنظیمات الانتاج و الخدمات المختلفة فی المجتمع المصری.
هذا فضلا عن قلق المراکز الناتج عن التفاوت الاجتماعی بین متطلبات الدور و القدرات المتاحة لشغله،اضف الی ذلک طبیعة البناء التنظیمی و الاداری بالتنظیمات،و الذی قد یکون من العوامل الدافعة لجریمة الرشوة نظرا لعدم تحدید الاختصاصات،و عدم تنسیق العمل،و عدم تحدید المسئولیة و ضعف الرقابة،و سوء التنظیم بین الأجهزة و التضارب بین القوانین و اللوائح و لا شک أن جمیع هذه العوامل لها من التأثیر فی جانب أو آخر علی مرتکبی جریمة الرشوة،و ذلک ما سوف نعرضه عند تحلیلنا لمعطیات الدراسة و میزان الأهمیة النسبیة للعوامل الدافعة للرشوة حیث تکون عوامل الأهمیة الأولی من أکثر العوامل الدافعة للرشوة تلیها عوامل الأهمیة الثانیة ثم عوامل الأهمیة الثالثة.
فی الوقت الذی یسعی فیه للحصول علی ترقیة و منافع من العمل و من ثم یلجأ للوسائل غیر المشروعة عندما لا تسعفه الوسائل المشروعة لتحقیق رغباته و هنا تکون الرشوة وسیلة أساسیة لتجاوز القصور الشخصی و التفاوت بین قدراته و توقعات شغله للدور و بذلک یتضح لنا ان العوامل الخارجیة و الداخلیة التی أکد علیها المدیرون بالنسبة للرشوة تکشف عن فاعلیة التفاوتات الثقافیة و الاقتصادیة و الاجتماعیة فی میکانزمات الرشوة بالتنظیمات المختلفة."