خلاصه ماشینی:
"و هی حالة موضوعیة لها أسباب ذاتیة،تخض فریقا من الأدباء و الکتاب و أسباب موضوعیة تتعلق بالتطورات التی حدثت و تحدث فی الأمة و الوطن،و تأثیراتها الجانبیة علی جماعة المثقفین.
و ما کان یمکن لهذه الأسباب الذاتیة،أن تأخذ هذا الحجم،أو تفرض هذه الحالة من أکل الذات،لو لا الأسباب الأکثر أهمیة،و أهمها:حالة الإحباط القومی التی ولدتها هزیمة 7691،و ما تلاها فی عقد السبعینیات،و تفکک جماعة المثقفین بالهجرة أو الاعتقال أو الانغلاق علی الذات،و حالة المیوعة التی سادت فی أعقاب مقتل السادات،و انهت الاستقطاب فی الحیاة السیاسیة و الاجتماعیة و الثقافیة..
تلک جمیعها عوامل، أنهت-عملیا-وجود الضمیر الجمعی للمثقفین و الأدباء الیساریین و التقدمیین،فأصبحنا جمیعا«روبنسون کروزو»افرادا یتآکلون داخلیا،و یخلطون بین«النقد الذاتی»-و هو اسلوب التعامل بین الأصدقاء و الحلفاء-و بین«التشهیر»و هو أسلوب الحرب مع الأعداء!.
و هی المهمة التی تجعل الحوار حول إنشاء رابطة مستقلة للأدباء و الکتاب التقدمیین و الوطنیین،هی الخطوة الأولی للخروج من تلک الحالة المزریة التی تجعلنا نأکل لحومنا،لیتغذی علیها أعداء الوطن و أعداؤنا.."