افکار و آراء بین الفروع والأصول مقاله

"وقد أفتی الشیخ الأکبر بصحة الصلاة علی الحالین وحمدت الله أن القضیة لم تحول إلی محکمة العدل الدولیة، وأن الشجار حولها وقف عند حد... ولا أدری حتی متی تبقی هذه الحال ؟ ولکنی أدری أن أعداءهم یتربصون بهم ویحکمون المؤامرات حولهم، ویهددون حاضرهم ومستقبلهم إن الخلاف فی الفروع الفقهیة قد یشبه فی بعض وجوهه الخلاف بین العمال والمحافظین، أو بین الدیمقراطیین والجمهوریین والخلاف بین هذه الأحزاب الغربیة یتلاشی وحده أمام قضایا «الوطن » الکبری فیتقارب المتباعدون، وتصبح الأمة کلها جبهة واحدة أما نحن المسلمین فالأمر عندنا یحتاج إلی مصارحات ومکاشفات وأری أن الخلاف الفقهی قدیم قدم الإسلام، ولکنه کما قیل خلاف تنوع لاخلاف تضاد، وأن لجمیع المختلفین أجورهم عند الله. فکل مجتهد مأجور أخطأ أم أصاب، وإطفاء نار الفتنة فی جمیع الخلافات المذهبیة لابد منه ودائرة الإسلام الرحبة ینبغی أن تشمل الجمیع، بید أن هناک أمرا آخر یتجاوز الفروع إلی الأصول والتنبیه إلیه مطلوب لحمایة أمتنا ورسالتنا لقد ظهرت تجمعات کما تکونت سلطات تقوم علی العلمانیة والقومیة وتتجهم للدین وتراثه وقیمه."