و أخیراً: عن البرامج الثقافیة حسن نعیم إن لکل برنامج ثقافی هویته، طاقته ودوره ولا یمکن أن نطلب من برنامج ثقافی ما لیس فی إطاره، لأنه ببساطة شدیدة لیس من مهامه ولا من طبیعته.
صحیح، أنه علی الوسائل الإعلامی المرئیة والمسموعة وحتی المقروءة أن تقدم للملایین من متابعیها (وهم عادةً من الطبقات المتفاوتة فی مستوی الثقافة والتعلیم)، مادة ثقافیة أکثر جذباً وتشویقاً ولکنه من الصحیح أیضاً بل من المطلوب أن لا یتم التعاطی مع المسألة الثقافیة باستخفاف وتهاون.
غالباً ما تطرح فی النقاشات الدائرة حول البرامج الثقافیة قضیة مشارکة الجمهور وتفاعله مع هکذا أنواع من البرامج، الأمر الذی یدعو القائمین علی المنابر الإعلامیة إلی العد إلی الألف قبل إقرار أی برنامج ثقافی، وهنا نقول أنه یکفی أن تطرح هذه البرامج قضایا الناس الحقیقیة وبلغة بعیدة عن المعمَّیات والمصطلحات التی لا طائل من ورائها حتی نضمن المشارکة المرجوة من الجماهیر وتفاعلها وهذا ما یؤدی إلی تطورها وتنورها وهنا بیت القصید، وهذا هو الهدف الحقیقی لإعلام الصادق، ولیس صحیحاً علی الإطلاق.
ما یحکی عن أن قیمة البرنامج الثقافی تکمن فی عدد متابعیه وإلاَّ فما قولک عزیزی القارئ بما تعرضه شاشاتنا الملیة من فجور علی الهواء.
&