إنّ الذی نستشرفه من القرائن هو: أنّ القرن الحادی والعشرین، والذی مضت منه عدة سنوات، هو قرن إزالة آثار ومخلّفات القرنین السابقین، فلا بدّ من القضاء علی ظاهرة الاستعمار وتسلّط القوی العظمی علی ثروات البلدان الأخری.
یجب أن یکون هذا القرن قرن استعادة الشعوب لهویتها وإنسانیتها، وفکّ طلاسم السیطرة والخضوع للقوة، کما یجب أن یکون هو قرن العودة إلی القیم المعنویة.
إنهم یتحدّثون عن الألفیة الثالثة بالکثیر من الهراء، ویتکهّنون بتنبّؤات لا تستند إلی أی دلیل علمی.
ولکن إذا أراد المرء أن یتحّدث عن هذه الألفیة من باب الحدس والتخمین فیمکن القول: إنها ألفیة عودة الإنسان إلی ذاته.
إنّ البشریة فی هذا القرن ستعود إلی ذاتها، وستقف علی معنی وقیمة القرب من الله تعالی.
القرن الحالی هو قرن العودة إلی القیم المعنویة وقرن الاستقلال والهویة الوطنیة بالنسبة للشعوب، ولقد کانت إیران فی الطلیعة.
إنّ شعوباً أخری کثیرة ستحذو حذو إیران، ولسوف تُمنی بالهزیمة کل قوة تسوّل لها نفسها مواجهة هذا المدّ البشری العظیم ولا سیّما القوی الاستکباریة.
*روضة الوصال : لطف واهتمام العقید حجازی فی أحد أسفار سماحة القائد، وبعد إلقائه خطاباً، وفیما کان خارجاً من القاعة المخصصة، تحلَّق حوله الکثیر من شباب «الحرس الثوری»، وفجأة رأیناه وقد جلس علی الأرض.
لم نلتفت بدایةً للسبب، وعندما تقدّمنا منه أکثر رأینا أحد الجرحی وقد أحضروه للقاء القائد.
فما کان من سماحته عندما رآه إلا أن جلس مباشرةً بجانب وسادته وأمضی وقتاً طویلاً وهو یحادثه ویهتم به.
لقد کان جالساً علی التراب یتکلم مع ذلک الجریح، الأمر الذی أثر بالجمیع.
فی ذلک المکان، تمنّیت لو أننی کنت جریحاً أیضاً لأکون مورد هکذا لطف واهتمام من سماحة القائد.