نور روح الله: حلاوة الذکر مقاله

نور روح الله: حلاوة الذکر إعلم أنّ للقراءة فی الصلاة، هذا السفر الروحانی والمعراج الإلهی، مراتب ومدارج نکتفی بذکر بعضها: *المرتبة الأولی: ألاّ یشتغل القارئ إلاّ بتجوید القراءة وتحسین العبارة، ویکون همّه التلفّظ بهذه الکلمات فقط وتصحیح مخارج الحروف حتَّی یأتی بتکلیف ویسقط عنه أمر، وهذه الطائفة داخلة فی الصلاة بحسب الصورة، ولکنهم بحسب الباطن والحقیقة مشغولون بالدنیا ومآربها والشهوات الدنیویة، ویتَّفق أحیاناً أنّ قلوبهم أیضاً مشغولة بالتفکّر فی تصحیح صورة الصلاة ففی هذه الصورة قد دخلوا فی صورة الصلاة بحسب القلب واللسان، وهذه الصورة منهم مقبولة ومرضیة. *المرتبة الثانیة: هم الذین لا یقتنعون بهذا الحد بل یرون الصلاة وسیلة لتذکّر الحقّ ویعدّون القراءة تحمیداً وثناء علی الحق، ولعله أشیر إلی هذه الطائفة فی الحدیث الشریف القدسی «قسَّمت الصلاة بینی وبین عبدی نصفین ولعبدی ما سأل فإذا قال: بسم الله الرحمن الرحیم، یقول الله: ذکرنی عبدی وإذا قال: الحمد لله یقول الله: حمدنی عبدی وأثنی علیّ وهو معنی سمع الله لمن حمده. *أرکان العبودیة: والحق تعالی قد أقام آداب العبودیة فی القراءة علی أربعة أرکان: -الرکن الأول: التذکّر، ولا بدّ أن یحصل فی «بسم الله الرحمن الرحیم» ویعوّد القلب أن یکون طالباً للحقّ ومحبّاً للحق.