حکمة الأمیر: أرکان الإیمان مقاله

لو عدنا إلی أمیر المؤمنین ومولی المتَّقین علی(علیه السلام) وطلبنا منه الجواب عن ماهیَّة الإیمان، لوجدناه یحدِّد ثلاثة أرکان للإیمان الصحیح والسعادة الحقیقیة: 1- معرفة بالقلب: إنَّ ما یشکِّل الإیمان والیقین الصحیح هو المعرفة ولکنَّها لیست المعرفة الذهنیة الصرفة، بل المعرفة القلبیة. والمعرفة هذه هی فی الواقع معرفة بحقیقة الوجود والذی هو سبب إیجاد العالم، وهی سبیل لمعرفة الغایة والهدف من وجود الإنسان أی الرجوع إلی الله تعالی ومعرفة الطریق الذی یؤدِّی إلی السعادة والحیاة الأبدیة. ویعتبر هذا الجهد العلمی هو المقدِّمة ولکن ما یؤدِّی إلی لطافة هذه المعرفة ویساهم فی إیجاد التقوی الإلهیة هو الارتباط المعنوی والقلبی للإنسان بالله تعالی من خلال المحبَّة لأولیاء الله والعبادة والذکر والدعاء والعمل طبق تعالیم الإسلام أی الالتزام العملی بمقتضی الإیمان، وهذا کلّه یؤدّی إلی تعمیق المعرفة القلبیة. وخلاصة القول إنَّ المعرفة القلبیة والإقرار باللسان والعمل الصالح هی أرکان أساسیَّة لا تقبل التفکیک عن الإیمان الحقیقی.