خلاصه ماشینی:
"وقد أخذت مسألة الأنابیب طریقها إلی النجاح بدون أن تأخذ تلک الضجة التی أثارتها مسألة الاستنساخ البشری، ولذا نجد فقهاء الشریعة وغیرهم من أصحاب المدارس الوضعیة تعاملوا مع هذه المسألة بکثیر من الهدوء والطمأنینة، وصدرت منهم الإجابات التی شجعت علی مثل هذا العمل بما یتناغم وینسجم و طریق سعادة البشریة، وخاصة إذا کان مثل هذا العمل یوفر لبنی البشر الحیاة الأسریة السعیدة، مع غض النظر عن الجوانب السلبیة التی أحاطت العملیة المذکورة، فما من شیء فی عالمنا إلا ویحمل بین طیاته، الإیجابیة والسلبیة، ولا تتم لنا السعادة فی شیء إلا إذا اقتدینا بالجوانب الإیجابیة، وطرحنا سلبیات العمل وراء ظهورنا، ولکن،حین وصل الأمر إلی الإستنساخ البشری ولوازمه المستخدمة والقاتلة، أربکت البشریة جمعاء، بما فیهم المجتمعات اللادینیة.
4ـ الحث الشرعی علی تحسین الخلقة إن تحسین الخلقة أمر مرغوب فیه فی الشریعة، سواء کان من الناحیة البدنیة أم الروحیة، نظیر ما ورد من أکل الحامل للسفرجل وکذا ما ورد من الجماع فی ساعة معینة، أو علی وضوء الروایات الواردة فی استحباب الجماع فی أیام التشریق فی الحج والصوم فهذه الروایات تدل بظاهرها علی أن الشریعة ترخص فی کل أمر یصلح أن یکون طریقا لتحسین الخلقة، والإستنساخ من تلک الطرق التی أوجدها العلماء المختصون لتحسین الخلقة ونقول: إن ما ذکر من الکبری، وإن کان تاما ولا نزاع فیه بین أحد ممن تصفح روایات أهل البیت والسنة المطهرة فضلا عن من تفقه فیها إلا أن الخلل فی تطبیقها علی صغراها،حیث إن التجارب العلمیة فی مختبرات البحث العلمی تثبت للإستنساخ العکس مما قیل فی الإستدلال تماما، حیث إن الأطباء أجمعوا بحسب تجاربهم أن انضباط الترکیبة الفسلجیة فی خلایا الإنسان الجسدیة والجنسیة غیر مضمونة النتائج بواسطة الهندسة الوراثیة، وأن التشوهات الحاصلة من هذه العملیة قد حیرت أصحاب الاختصاص إلی یومنا هذا."