ملخص الجهاز:
"هذه الطبقة الواسعة،بجهلها بالدین و غیبا الاسلام سیاسیا عن الساحة،اضافة إلی الأخطاء الأخری،قد أصبحت حجر عثرة أمام انتشار الاسلام فی المنطقة العربیة علی وجه الخصوص فالمثقف لا یرید أن یأخذ علومه من رجل الدین الذی لم یدرس بجامعة،و کل شخص یتصور نفسه مجتهدا بعد أن أصبح الکثیر من رجال الدین المزیفین أداة طیعة بید السلطة،و أصبح القرآن یدرس أشبه بالدراسة الأکادیمیة علی الطریقة الغربیة فی البحث و التحلیل و التفسیر و غابت منه المفاهیم الأساس،ساء فیما یتعلق بالحکم أو بالفقه العام.
لکن الامور لا یمکن أن تستمر هکذا إلی ما نهایة، فالحرکات الاسلامیة مهما أخطأت فانها تکون معتنقة فکر القرآن و الاسلام الذی یعبتر الفیصل و هکذا ظهرت حرکات إسلامیة مساندة الثورة الاسلامیة،کحرکة الجهاد،و الاتجاه الاسلامی،و الشبیبة،و غیرها من الحرکات التی ألهبت مشاعر المسلمین و أسالت الدماء لنصرة القرآن فی مصر و المغرب و تونس و الجزائر و باکستان و لبنان و العراق و أفغانستان و اندونیسیا و غیرها.
و ما الثورة الاسلامیة إلا مثال یحتذی به،و الفرق بین تلک الانتفاضات فی العصر الحدیث و هذه الانتفاضة کبیر،إذ إن تلک الحرکات و الثورات قد سرقت و انحرفت و أصبحت غیر فعالة و لا خطر فیها علی مصالح الاستکبار،ان لم تکن تخذیریة خدمت الاستکبار،ان لم تکن تحذیریة خدمت الاستکبار بصورة لا مثیل لها،فی حین أن الثورة الاسلامیة تتعمق و تتجذر بمرور الأیام برغم کل المؤامرات،و هذا ما یفسر أنهار الدماء الطاهرة التی تذهب قرابین إلی الله تبارک و تعالی،لأنها لا ترکع لأحد، فالجمیع یتآمر علیها و یرید أن یعاقبها بکل ما یملک من وسائل مادیة مدمرة، هذا ما یفسر ظلوع القوی الکبری جمیعا فی المؤامرات المستمرة ضد الثورة قبل الحرب المفروضة لأنها تسمح بمثل هذا الخرق بعد أن نظمت العالم بعد الحرب العالمیة الثانیة باتفاقیات یالطا و غیرها."