خلاصة:
کثر الحدیث عن الوحدة العضویة للقصیدة العربیة فی العصر الحدیث تأثرا بالنقد الأدبی الأوروبی. ولکن هناک الکثیر من الناقدین والباحثین قد ترسخ فی أذهانهم مفهوم ناقص من الوحدة العضویة، فیظنون أن مدلولها هو اقتصار القصیدة علی تجربة واحدة أو عاطفة واحدة ویخلطون فی تطبیقها بین الوحدة الموضوعیة والوحدة المنطقیة؛ فنحاول فی هذا المقال أن نبین مفهوم الوحدة العضویة والوحدة الموضوعیة والوحدة المنطقیة من خلال آراء النقاد ومدارس الشعر العربی الحدیث، ثم نتطرق إلی الوحدة العضویة عند میخائیل نعیمة، ومن ثم ندرس الوحدة العضویة وفق المنهج الوصفی- التحلیلی فی قصیدة من میخائیل نعیمة باعتباره أحد أهم الادباء العرب المعاصرین المتمسکین بالوحدة العضویة فی الشعر؛ لنری ما هی العناصر التی استخدمها فی شعره حتی یتجلی بین أجزاءه تماسک عضوی.کثر الحدیث عن الوحدة العضویۀ للقصیدة العربیۀ فی العصر الحدیث تأثرا بالنقـد الأدبـی الأوروبی. ولکن هناک الکثیر من الناقدین والباحثین قد ترسخ فی أذهانهم مفهوم ناقص من الوحدة العضویۀ، فیظنون أن مدلولها هو اقتصار القصیدة علی تجربۀ واحدة أو عاطفۀ واحدة ویخلطون فی تطبیقها بین الوحدة الموضوعیۀ والوحدة المنطقیۀ؛ فنحاول فی هذا المقال أن نبین مفهوم الوحدة العضویۀ والوحدة الموضوعیۀ والوحدة المنطقیۀ من خلال آراء النقاد ومدارس الشعر العربی الحدیث ، ثم نتطرق إلی الوحدة العضویۀ عند میخائیـل نعیمۀ، ومن ثم ندرس الوحدة العضویۀ وفق المنهج الوصفی- التحلیلی فـی قصـیدة مـن میخائیل نعیمۀ باعتباره أحد أهم الادباء العرب المعاصرین المتمسکین بالوحدة العضـویۀ فی الشعر؛ لنری ما هی العناصر التی استخدمها فـی شـعره حتـی یتجلـی بـین أجـزاءه تماسک عضوی.
ملخص الجهاز:
"ومن هنا تناولنا فی هذه الدراسۀ مفهوم الوحدة العضویۀ ومعالمهـا، ثـم تطبیقهـا علـی إحدی قصائد میخائیل نعیمۀ حیث لا نکاد نعثر علی کتاب یخـتص بالوحـدة العضـویۀ أو تطبیقها علی نماذج من القصائد العربیۀ المعاصرة، وکلما نجده هو ما یندرج تحـت عنـوان الفصل الثانی من کتاب «النقـد الأدبـی الحـدیث » لغنیمـی هـلال فـی موضـوع الوحـدة العضویۀ، معناها ومستلزماتها، کما ساهم انطون غطاس کرم فی دراسـۀ الوحـدة العضـویۀ فی کتابه «مدخل إلی دراسۀ الشعر الحدیث » وقام بتحلیل هذا العنصر فی أشـعاره ؛ فعلـی هذا الأساس نوضح أولا مفهوم الوحدة العضـویۀ ونلقـی الضـوء علـی معالمهـا، ثـم نعـرض مجملا من آراء مدارس الشعر العربی الحدیث حول الوحدة العضویۀ، ومن ثم نتطـرق إلـی رأی میخائیل نعیمۀ حول الوحدة العضویۀ تمهیدا لدراستها فی قصیدة «الطمأنینۀ» التـی اخترناها نموذجا للکشف عن العناصر التی وظفها نعیمۀ لتجلیۀ آلیات التماسـک العضـوی فی هذه القصیدة، وذلک علی أساس المـنهج الوصـفی- التحلیلـی إسـتلهاما مـن طریقـۀ غنیمی هلال فی کتاب «النقد الأدبی الحدیث » عند تحلیل بعض المقـاطع الشـعریۀ فـی إطار موضوع الوحدة العضویۀ، حیث یؤکد خلال تطبیقـه علـی وحـدة الأفکـار والمشـاعر، والتسلسل المنطقی ، والنمو التدریجی للقصیدة.
الوحدة العضویة عند میخائیل نعیمة خرج أدباء المهجر عن المواضیع التقلیدیۀ فی الشعر فلا یجـد الـدارس فـی دواویـنهم قصیدة فی المدح أو الرثاء لدی شعراء المهجر، وثـاروا علـی اسـتهلال القصـیدة بالمقدمـۀ الطللیۀ التقلیدیۀ واقتصروا علی موضوع واحد فـی القصـیدة کمـا مزجـوا قصـائدهم بـروح الرومانسیۀ والتفاؤل (الشوامره ، ٢٠٠٧: ٢٧)، وحاولوا تحقیق الوحدة العضویۀ فـی القصـیدة حیث دعا إلیها شاعرهم میخائیل نعیمۀ «ومن أجل ذلک اتجهوا فی قصائدهم مـن رسـم الصور الجزئیۀ إلی رسم الصورة الکلیۀ التی تصور مشهدا کلیا أو توضح شیئا مترابطا، حتی تغدو القصیدة کلها لوحۀ واحدة."