ملخص الجهاز:
"قال الفاضل السیوری: «أما البعولة فلأن ذلک یدعو إلی المباشرة المقصودة، وأما المحارم وإن أوضح النصوص القرآنیة الواردة فی بیان حکم إظهار المرأة زینتها هو قوله تعالی: )وقل للمؤمنات یغضضن من أبصارهن ویحفظن فروجهن ولا یبدین زینتهن إلا ما ظهر منها ولیضربن بخمرهن علی جیوبهن ولا یبدین زینتهن إلا لبعولتهن أو آبائهن أو آباء بعولتهن أو أبنائهن أو أبناء بعولتهن أو إخوانهن أو بنی إخوانهن أو بنی أخواتهن أو نسائهن أو ما ملکت أیمانهن أو التابعین غیر أولی الأربة من الرجال أو الطفل الذین لم یظهروا علی عورات النساء ولا یضربن بأرجلهن لیعلم ما یخفین من زینتهن وتوبوا إلی الله جمیعا أیها المؤمنون لعلکم تفلحون) ([ii]).
الاتجاه الثانی: إن الظاهر من الآیة الکریمة إرادة نفس ما تنـزین به المرأة، ویؤید ذلک قوله عزوجل فی ذیل الآیة: )ولا یضربن بأرجلهن لیعلم ما یخفین من زینتهن(، فإن من الواضح أن ضرب الرجل علی الأرض لا یوجب العلم بموضع الزینة، وإنما الذی یوجبه هو العلم بنفس الزینة من الخلخال وغیره، فإن ضرب الرجل یوجب حرکتها وإیجاد الصوت فیعلم بها لا محالة([iv]).
وتجدر الإشارة إلی أن الاتجاه الثانی مفاده تحریم إراءة الزینة نفسها بحسب المدلول المطابقی للآیة، وهذا لا ینافی ثبوت الحرمة لمواضع الزینة بالدلالة الالتزامیة العرفیة، ولهذا قیل: إن ذکر الزینة دون مواقعها للمبالغة کما فی قوله تعالی: )ولا تقربوا الزنی(([vii])، لأن هذه الزینة واقعة علی مواضع یحرم النظر إلیها لغیر من استثنی فی الآیة([viii]).
1ـ هذا هو المقطع الثالث من الآیة الذی ورد فیه حکم من أحکام الزینة للنساء، وهو النهی عن ضرب الأرجل علی الأرض، فإن ضرب الرجل کان متعارفا بین نساء الجاهلیة، فقد کانت إحداهن تمشی فی الطریق حتی إذا مرت بمجلس من مجالس الرجال وفی رجلها خلخال ضربت برجلها الأرض فصوت الخلخال."